الوتر والسهم وكيفية الإطلاق وسداد السهم والمناضلة فإن الله تعالى ما اعتنى بشئ من آلة الحرب ما اعتنى بعلم الرمي بالقوس وأقامه في هذا المنزل مرتب المنازل بالاسم القوي وأمرنا في القرآن بالاستعداد به فقال وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة فقال رسول الله ص ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي وجعله في هذا المنزل على أربع مراتب وأشهدها أصحاب الأذواق لهذه المنازل لحكمة علمها أهلها ليعلم الإنسان كيف يصيب الفعل ويؤثر من غير مباشرة من الاسم البعيد عن هذا الوصف ومن هذا العلم ينكشف لك سر القدر وكيف تحكم في الخلائق ولما ذا يرجع أصله ولا دليل عليه إلا الرمي بالقوس وهو روح كن للإيجاد وروح المشيئة للاعدام ويحوي هذا المنزل على علم الأرواح المدبرة للأجسام العلوية والسفلية وما حكمها في الأجسام النورية وأن حكمها فيها تشكلها في الصور خاصة كما إن حكمها في الأجسام الحيوانية الإنسانية التشكل في القوة الخيالية مع غير هذا من الأحكام فإن الأجسام النورية لا خيال لها بل هي عين الخيال والصور تقلباتها عن أرواحها المدبرة لها وهو علم شريف وكما لا يخلو خيال الإنسان عن صورة كذلك ذات الملك لا تخلو عن صورة وهو علم شريف يحوي على أسرار كثيرة وبيد هذه الأرواح تعيين الأمور التي يريدها الحق بهذه الأجسام كلها فالإنسان عالم بجميع الأمور الحقية فيه من حيث روحه المدبر وهو لا يعلم أنه يعلم فهو بمنزلة الساهي والناسي والأحوال تذكره والمقامات والمنازل وقد قالها الحكيم في التقسيم الرباعي وهو الرجل الذي يدري ولا يدري أنه يدري فذلك الناسي فذكروه وفي هذا المنزل علم الصيحتين اللتين بالواحدة منهما يصعق العالم أصحاب السماع وبالأخرى يفيقون فيفزعون إلى ربهم تسمى نفخة البعث ونفخة الفزع وفيه علم القلوب وسرعة تقليبها وفيه علم البصيرة والبصر وما يتجلى لكل واحد منهما وفيه علم الإعادة وكيفيته وما ذا يرد منه وما لا يرد وفيه علم الدور والكور وهل يكون ذلك في الصور أو في الأعيان الحاملة للصور وفيه علم اختصاص القيومية بالتبديل وفيه علم الكلام الإلهي المسموع بالأذن لا المسموع بالقلب في المواد الثواني وفيه علم الكبرياء الموجود في الثقلين خاصة ولما اختص بهما دون سائر الموجودات وما الحقيقة التي أعطتهما ذلك وهل هو في الجن كما هو في الإنس أو يختلف السبب فيكون سببه في الإنسان وجوده على الصورة الكاملة ويكون في الجن كونه من نار وعلى من تكبر الإنسان وعلى من تكبر الجان وفيه علم ما يزول به هذا الكبرياء من العالمين وفيه علم الإعجاز وتفاضل الأمر المعجز وما يبقى منه وما لا يبقى وهل له حد ينتهي إليه أم لا ولما ذا يرجع هل إلى الصرف أم لغير الصرف فإن كان إلى الصرف فهل إذا انقضى زمان الدعوى في عين ذلك الفعل وانفصل المجلس هل يقدر المنازع على الإتيان بذلك وإذا أتى هل يقدح في الدعوى الأولى من المتحدي أم لا يقدح وفيه ما السبب المانع من الرجوع إلى الحق بعد العلم به وهل ذلك علم أو ليس بعلم وفيه علم ما يفر إليه الفار مما يهوله وإلى أين يفر مع علمه بأن الذي يفر إليه منه يفر فما ذا يحركه ويدعوه إلى الفرار مع هذا العلم وفيه علم الاعتبار ومن أهله ولما ذا وضعه الله في العالم وأمر به وما المطلوب منه وفيه علم الخلق ولما ذا خلق هل من أجل الإنسان أو من أجل الحيوان أو من أجلهما وفيه علم الآخرة وما فيها في الموقف وعلم الجنة والنار وعلم الصفات التي تطلب كل واحدة منهما وفيه إباحة التشريع للإنسان بالأمر والنهي في نفسه لا في غيره وإنه إن خالف ما تأمر به نفسه أو تنهى عوقب أو غفر له مثل ما هو حكم الشارع ومن أي حضرة صح له ذلك وهل لها ذوق في النبوة أو هي نبوة خاصة لا نبوة الأنبياء المحجورة وفيه علم منتهى القيامة وفيه علم طي الزمان فهذا جميع ما يتضمنه هذا المنزل من أجناس العلوم وتحت كل جنس من العلوم وأنواعها على حسب ما تعطيها تقاسيم كل جنس ونوع منها فلنذكر منها مسألة واحدة أو ما تيسر كما عملنا في كل منزل والله المؤبد والعاصم لا رب غيره فمن الأحوال التي يتضمنها هذا المنزل حال الإنسان قبل أخذ الميثاق عليه وهو الحال الذي كان فيها ص حين عرف بنبوته قبل خلق آدم ع وقد ورد ذلك في الخبر عنه ص فقال كنت نبيا وآدم بين الماء والطين فكان له التعريف في تلك الحالة وذلك أن هذه النشأة الإنسانية كانت مبثوثة في العناصر ومراتبها إلى حين موتها التي يكون عليها في وجود أعيان أجسامها معلومة معينة في الأمر المودع في السماوات لكل حالة من أحواله التي تتقلب فيها في الدنيا صورة في الفلك على تلك الحالة قد
(٢٢)