بالمرجح وليس عند المرجح إلا وجه واحد من هاتين النسبتين فيرتفع الإمكان فما الصحيح في ذلك هل بقاء الإمكان أو ارتفاعه وفيه علم القوابل هل هي قوابل لكل شئ أو لأشياء مخصوصة أو تتميز في القبول فيكون على صفة توجب لبعض القوابل ما تقبله مما لا تقبله وهل لما تقبله من الأمور التي تأخذها القوابل طريق واحد أم تختلف الطرق وفيه علم وصف الأجر بالعظمة والكرم لماذا يرجع وهو علم شريف وفيه علم الموت وما معنى إحياء الموتى ومن يميتهم هل الله بلا سبب أو هل الملك وما هو ذلك الملك هل هو بعض الأخلاط التي قام بها الجسد الحيواني فإن الأخلاط من ملائكة الله أو هو ملك من ملائكة السماوات وإن أضيف إلى السماوات هل يضاف إلى واحدة منها بحكم أنه عن حركة ما أوحى الله فيها قوى هذا الخلط القاهر المسمى ملك الموت أو هو ملك غريب من سكان السماء السابعة وكذلك المحيي مثل المميت غير أنه تختلف السماء فإن السماء السادسة معدن الحياة ولها تقوية من كل سماء كما للموت أيضا والكلام في المحيي كالكلام في المميت أو يكون المميت هو الله من حيث إنه اسم إلهي من أسمائه وكذلك المحيي فهو المميت المحيي ولا نقدر نرفع الأسباب التي وضعها الحق فتبطل حكمة الحق فنرفع الأسباب في الاعتقاد ونقرها في الوجود في أماكنها وإسرافيل ينفخ في الصور وعزرائيل يقبض الأرواح وهذا للاستعداد الذي في هذه الصور لقبول الاشتعال فتحيا ولقبول الانطفاء فتموت وهذا الملك الموكل بنا لا بالموت هو الذي يقوي الملك الذي به وبأصحابه قامت نشأة جسد الحيوان فيميت لقوة سلطانه على بقية أصحابه ولهذا تعرف الأطباء أن الإنسان يموت بالعلامات فلو كان الملك غير ما ذكرناه ما انتهى إليه علم الأطباء فإن ذلك من خصائص علم الأنبياء ومن أعلمه الله من عباده وهل المقتول له هذا الحكم الذي للعليل في الموت أم له حكم آخر وهل للملك الموكل بنا لا بالموت هل له حكم الموت أو حكم قبض الأرواح والعروج بها وهل هو ملك واحد أو ملائكة فإن الله أضاف وفاة الأنفس إليه وإلى ملك الموت وإلى رسله فلا بد من علم هذه الإضافات وما المراد بها وهل تختلف مدارجها أو هي على مدرجة واحدة وفيه علم ما يؤول إليه الجسم بعد الموت والروح وما يبعث في نفخة البعث منهما وهل يتغير النش ء بالعرض أو بالصورة وفيه علم آثار الأكوان وما الحضرة التي تمسك فيها إلى وقت الحشر فيوقف أصحابها عليها وهي آثار المكلفين وهي ما صدر عنهم من الأفعال زمان التكليف لا في غير زمانه مثل النائم والمغلوب على عقله والشخص الذي لم يبلغ الحلم فلهذا قلنا زمان التكليف ولم نقل دار التكليف وفيه علم تتابع الرسل في الأمة الواحدة بخلاف هذه الأمة المحمدية فإنها ما اختلفت عليها الرسل بل إن ظهر فيها من كان رسولا التحق بها وقام بشرعها وجرت عليه أحكام شرع محمد ص وفيه علم النصائح وكون هذه النشأة الإنسانية جبلت على البخل والكرم لها بحكم العرض ما هو لها ذاتي وإذا كانت بهذه المثابة فمن أين صح لها الأجر الكريم وليس بينها وبين الكرم نسبة ذاتية والكرم للأجر ذاتي والعظمة له ذاتية وللأجر العظيم قوم مخصوصون وللأجر الكريم قوم مخصوصون وفيه علم اختلاف أسباب البواعث على العبادة في الثقلين وغيرهما وفيه علم التسليم والتفويض إلى الله وفيه علم التمني وفائدته وصفة القائم به وفيه علم معرفة كون العالم ملكا لله تعالى من حيث ما هو ملك ومن ينازعه حتى وصف نفسه أن له جنود السماوات والأرض وفيه علم ما يضاف إلى الله أنه منعوت بالوحدة وما سبب تكثر هذه الوحدة وما أثرها في العالم وفيه علم الكشف لما كان غيبا وفيه علم عدم القبول مع ظهور الدليل والعلم به أنه دليل وما سبب جهل من جهل إنه دليل وهل لكل معلوم دليل أم هو لبعض المعلومات وفيه علم عدم الرجعة إلى ما خرج منه وفيه علم الحضرة التي يجتمع فيها عالم لدنيا من مكلف وغير مكلف وهل يبعث غير المكلف من حيوان ونبات وحجر لتقوم به المطالبة والحجة من الله على المكلفين أو يبعثون لأنفسهم لما لهم في ذلك من الخير المعلوم عند الله ثم ما يؤول إليه أمرهم بعد البعث وفيه علم ما اختزن الله لنا في عالم السماء والأرض من المنافع وفيه علم الشكر الواجب من الشكر الذي يتبرع به الإنسان وأيهما أكمل أجرا وفيه علم السبب والحكمة التي لأجلها خلق الله من كل شئ زوجين وهل من هذه الحكمة خلق آدم على صورته وفيه علم الزمان الذي يفصل به اليوم وفيه علم سكون من لا سكون له وفيه علم مناهل المسافرين وهل يحصون عددا أم لا وفيه علم اختلاف الصفات على المسافرين باختلاف طرقهم ومناهلهم وفيه علم السابق الذي يلحق والسابق الذي لا يلحق من
(٢٠٥)