قانون منطقي ولا يحكم عليه ميزان فإنه ميزان كل ميزان فلهذا المنزل من عالم الأجسام فلك الشمس من الأفلاك فسبعة فوقه منها ثلاث سماوات وفلك المنزل والأطلس الذي هو فلك البروج والكرسي والعرش المحيط وهو نهاية عالم الأجسام وتحته أيضا سبعة ثلاث سماوات وكرات الأثير والهواء والماء والأرض وبقطعها في الفلك تظهر فصول السنة وهي أربعة فصول لوجود التربيع الذي ذكرناه فإن البروج التي هي التقديرات في الفلك الأطلس مربعة قد جعلها الله على أربع مراتب نارية وترابية وهوائية ومائية لحكم الأربعة الإلهية والأربعة الطبيعية ولكل فصل ثلاثة أحكام حكمان للطرفين وحكم للوسط وبينهما أحكام في كل حركة ودقيقة وثانية وثالثة إلى ما لا يتناهى التقسيم فيها وجعل نجم السماء الثانية من جهتنا ممتزجا وهو الكاتب ولهذا أسكنه عيسى ع لأنه ممتزج من العالمين فإنه ظهر بين ملك وبشر وهما جبريل ومريم فهو روح عن روح وبشر عن بشر ولم يجعل ذلك في غيره من هذا النوع كما لم يجعل شيئا من الجواري الخنس على صورة الكاتب فهو السادس من هناك ليحصل له شرف رتبة قوله ولا خمسة إلا هو سادسهم وهو الثاني من جهتنا لأن الثاني هو الباء وهو المبدع الأول بفتح الدال الظاهر عن الإنسان الذي هو ظل الصورة الإلهية الذي لم يزل فذلك هو الأول لا أولية الحق لأن أولية الحق لا تقبل الثاني فإن الواحد ليس بعدد وأول العدد الاثنان فظهر في السنة الامتزاج بظهور الفصول واعلم أن الله لما أعلمنا أنه هو الدهر ذكر لنا سبحانه أن له أياما من كونه دهرا وهي أيام الله فعين هذه الأيام أحكام أسمائه تعالى في العالم فلكل اسم أيام وهي زمان حكم ذلك الاسم والكل أيام الله وتفاصيل الدهر بالحكم في العالم وهذه الأيام تتوالج ويدخل بعضها في بعض ويغشى بعضها بعضا وهو ما نراه في العالم من اختلاف الأحكام في الزمان الواحد فذلك لتوالجها وغشيانها وتقليبها وتكررها ولهذه الأيام الإلهية ليل ونهار فليلها غيب وهو ما غاب عنا منها وهو عين حكمها في الأرواح العلوية الكائنة فوق الطبيعة والأرواح المهيمة ونهارها شهادة وهو عين حكمها في الأجسام الطبيعية إلى آخر جسم عنصري وهي ما تحت الطبيعة وسدفة هذا اليوم عين حكم هذه الأيام في الأرواح المسخرة التي تحت الطبيعة وهم عمار السماوات والأرض وما بينهما وهم الصافون والتالون والمسبحون وهم على مقامات معلومة فمنهم الزاجرات والمرسلات والمقسمات والمنقيات والنازعات والناشطات والمدبرات وغير ذلك مثل السائحين والعارجين والكاتبين والراقبين كل هؤلاء تحت حكم أيام الله من حيث سدف هذه الأيام فعن غشيان نهار هذه الأيام ليلها وجدت الأرواح التي فوق الطبيعة وعن غشيان ليل هذه الأيام نهارها وجدت الأجسام التي دون الطبيعة وعن توالج ليلها بنهارها فليس بنهار خالص لحكم الليل ومشاركته وليس بليل خالص لحكم النهار ومشاركته وهذا الحال لهذه الأيام تسمى سدفا وجد عن هذا التوالج الأرواح التي دون الطبيعة ولما قسم الله أيامه هذه الأقسام جعل ليلها ثلاثة أقسام ونهارها ثلاثة أقسام فهو سبحانه ينزل لعباده في الثلث الأخير من ليل أيامه وهو تجليه فيه للأرواح الطبيعية المدبرة للأجسام العنصرية والثلث الوسط يتجلى فيه للأرواح المسخرة والثلث الأول يتجلى فيه للأرواح المهيمنة وقسم نهار هذه الأيام إلى ثلاثة أقسام يتجلى في كل قسم إلى عالم الأجسام من أجل ما هي مسبحة بحمد الله دائما ففي الثلث الأول يتجلى للأجسام اللطيفة التي لا تدركها الأبصار وفي الثلث الوسط يتجلى للأجسام الشفافة وفي الثلث الأخير يتجلى للأجسام الكثيفة ولولا هذا التجلي ما صحت لهم المعرفة بمن يسبحونه فإن المسبح لا بد أن يكون له معرفة بمن يسبحه والمعرفة بالله لا يصح أن تكون عن فكر ولا عن خبر وإنما تكون عن تجليه لكل مسبح فمنهم العالم بذلك ومنهم من لا يعلم ذلك ولا يعلم أنه سبح عن معرفة تجل وذلك ليس إلا لبعض الثقلين وما عدا هذين فهم عارفون بمن تجلى لهم مسبحون له على الشهود أجساما عموما وأرواحا خصوصا فكل من ليس له قوة التوصيل لما يشهده فعنده العلم بمن تجلى له وكذلك من له قوة التوصيل غير أنه أمين لا يتكلم إلا عن أمر إلهي فذلك عنده العلم بمن تجلى له ومن علم إن عنده قوة التوصيل وهو نمام ينم بما شهده وسمعه وليس بأمين ينتظر أمر صاحب الأمانة فإنه لا يعلمه الحق في تجليه أنه هو وهم المنكرون له إذا تجلى لهم في الدنيا والآخرة جعلنا الله من الأمناء العالمين بمن تجلى لهم فإن قلت فالليل والنهار في اليوم ما يحدثه إلا طلوع الشمس وغروبها فما الشمس التي أظهرت الليل والنهار في أيام الله المسمى دهرا قلنا اسمه النور الذي
(٢٠١)