ما في الأرض جميعا وليس بنص في الإباحة وإنما هو ظاهر لأن حكم المحظور خلق أي حكم به من أجلنا أي نزل حكمه من أجلنا ابتلاء من الله هل نمتنع منه أم لا كما نزل الوجوب والندب والكراهة والإباحة فالأصل إن لا حكم وهو الأصل الأول الذي يقتضيه النظر الصحيح ويتضمن هذا المنزل من العلوم علم حمد السواء وتفاصيله فإنه عم الطرفين والواسطة وأضافه إلى العالمين لم يخص عالما من عالم فقال في الطرف الواحد في أول فاتحة الكتاب الحمد لله رب العالمين وجعل هذا التحميد بين الرحمة المركبة فإنه تقدمه الرحمن الرحيم وتأخر بعده الرحمن الرحيم فصار العالم بين رحمتين فأوله مرحوم ومآله إلى الرحمة وجاء في وسط سورة يونس في صفة أهل الجنة إن آخر دعائهم أن الحمد لله رب العالمين وجاء في سورة والصافات والحمد لله رب العالمين بعد قوله وسلام على المرسلين وهم المرحومون السالمون فحمد الله رب العالمين عقيب نصره وظفره بخيبر فهو حمد نعمة فظهر حمد النعمة في أول السورة وفي وسطها وفي آخرها فعم الطرفين والواسطة فهل هذا الحمد في هذه المراتب على السواء من كونه حمد سواء أو هو مختلف المراتب لاختلاف الطرفين والوسط وأي المراتب أعلى فيه هل أحد الطرفين أو الوسط ولمن هو الحمد الأول من العالمين والوسط والآخر كل ذلك علم يعطيه الله العلماء بالله الذين يخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وفيه علم المراتب الملكية والبشرية وهل مراتبها على السواء أو أي المراتب أعلى هل مراتب البشر أو مراتب الملائكة أو لكل صنف منهما مراتب تعلو على مراتب الآخر وفيه علم جلب المنافع وهل المضار في طيها منافع أم لا وتعيين المنافع وفيه علم الاتباع في الإلهيات هل يتبع التابع فيها الذكر أو الفكر وفيه علم توحيد الإضافة لا توحيد الإطلاق وهل التوحيد توحيدان أم لا أعني توحيد الذات وتوحيد الإله في الألوهة وبما ذا يدرك كل واحد من هذا التوحيد وفيه علم نسبة الله إلى الأشياء هل هي عين نسبة الأشياء إلى الله أو تختلف وفيه علم هل للشئ الواحد وجوه متعددة أو ليس للشئ الواحد سوى وجه واحد وما يصدر عنه إذا كان بهذه المثابة وفيه علم الفرق بين الرمي الإلهي والكوني وفيه علم الديمومة وفيه علم الاختلاس وما حكمه في المختلس بكسر اللام والمختلس بفتح اللام اسم فاعل واسم مفعول وإن الالتفات في الصلاة اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد وفيه علم ما للعالم من الخلق وفيه علم اجتماع خالقين على مخلوق واحد هل أعطى كل واحد منهما ما أعطى الآخر أم أحكامهما في خلقه مختلفة وفيما اختلفوا فيه من خلقه وفيما اجتمعوا وفيه علم الرفق بالجاهل في الحال وإمهاله ليرجع عن جهله وفيه علم النطق من الجاهل هل حكمه حكم نطق العالم في الإصابة وإن لم يعلم الجاهل المقام الذي منه نطق أم لا وأصابته التي يراها العالم خطأ فساوى العالم الجاهل في جهل المقام الذي منه نطق الجاهل والفرق بين من يدري ذلك ممن لا يدريه من العلماء وما حكم العالم الذي يعلم ذلك وفيه علم تأثير الواحد في الكثيرين من أين أثر مع أحديته وفيه علم الفصل والوصل وفيه علم جمع الصفة للمختلفين بأي حقيقة تجمعهم وفيه علم الهداية إلى الضلال وفيه علم المواقف والقول وهل للرضي مواقف كما للقهر أم لا وكم مواقف القيامة وهل تنحصر مواقف أهل الله كمواقف النفري أم لا تنحصر أو تنحصر من وجه ولا تنحصر من وجه ولما ذا كان الوقوف وهل هو وقوف سكون أم لا يزال منتقلا في وقوفه وفيه علم الفرق بين أهل الإسلام وأهل الاستسلام وفيه علم طلب العلم من الكون وفيه علم ما يعطيه الاعتراف بالحق في أي موطن كان وهل هو نافع صاحبه بكل وجه أم لا وما ينبغي أن يعترف به مما لا ينبغي أن يعترف به وفيه علم العلم النافع وفيه علم أدوات المعاني ما كان منها مركبا وغير مركب وفيه علم ما ينعم الإنسان وما يعذبه وأنه ليس شئ من الله في أحد وفيه علم الخطوط والحدود الإلهية وأنها موسومة لا تختلط وهي أعلم بمحالها من محالها بها فإن محالها معلومة لها وليس هي معلومة المكان لمحالها وفيه علم النعم التي ترفع الآلام والفرق بينها وبين النعم التي لا ترفع ألما وفيه علم الأنس بالمثل وهل يقع الأنس بالله لمن خلق على الصورة أو من حقيقة كونه على الصورة أنه لا يأنس بالله كما لا يأنس الله به وهل للعالم بجملته هذا الحكم أم لا وهل الإنسان الذي هو كالظل للحق حكمه حكم الإنسان الكامل الخليفة الذي هو جزء من ذلك الإنسان المشبه بالظل أم لا وفيه علم الالتذاذ بالنغم الواقعة بالأغيار هل هو من كمال الالتذاذ المطلوب أو هل هو نقص في المستلذ له وفيه علم النفس في قوله استفت قلبك وإن أفتاك المفتون فإن هنا لطفا
(١٩٦)