في صف واحد لأن ذلك الشخص لم يشاهد الملائكة فراعى الإمام حكم المأموم وما كنت بجانب الطور إذ نادى الله موسى ولا بالجانب الغربي إذ قضى إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين كذلك ما كنت مع رسول الله ص إذ أم به جبريل في الصلوات الخمس وما كنت من الشاهدين وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين وليس حكم من شاهد الأمور حكم من لم يشاهدها إلا بالأعلام فللعيان حال لا يمكن أن يعرفه إلا صاحب العيان كما إن للعلم حالا لا يعرفه إلا أولو العلم ليس لغيرهم فيه ذوق رب أرني كيف تحيي الموتى رب أرني أنظر إليك ولكن للعيان لطيف معنى * لذا سأل المعاينة الكليم وما زال سجود الملائكة لبني آدم في كل صلاة كما سجدوا لأبيهم آدم فما زالت الخلافة في بني آدم ما بقي فيهم مصل يقول الله الله فإن الأمر الإلهي والشأن إذا وقع في الدنيا لم يرتفع حكمه إلى يوم القيامة وقد وقع السجود لآدم من الملائكة فبقي سجودهم لذريته خلف كل من يصلي إلى يوم القيامة كما نسي آدم فنسيت ذريته كما جحد آدم فجحدت ذريته كما قتل قابيل هابيل ظلما فما زال القتل ظلما في بني آدم إلى يوم القيامة وعلى الأول كفل من ذلك كما للأول في الخير نصيب من كل من فعله فمن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة وهم الذين يحملون أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم فكل مصل إمام للملائكة والملائكة خلفه تسجد له إلا إن الفرق بين الأصل والفرع أعني آدم وذريته إن الملائكة تسجد لسجود بني آدم في القراءة والصلاة وآدم سجدوا له سجود المتعلم للمعلم فاجتمعا في السجود واختلفا في السبب وإنما المقصود الذي أردناه أن نبين أن السجود من الملائكة خلف بني آدم ما ارتفع وأن الإمامة ما ارتفعت من آدم إلى آخر مصل والملائكة تبع لهذا الإمام كما قررناه فنحن عند الله في حال إمامتنا والملائكة في هذه الحال عندنا بالاقتداء فهي عند ربها لأن الإمام عنده فالملائكة عنده لأنها عند الإمام وكل صف إمام لمن خلفه بالغا ما بلغ وقولي فعندية الرب معقولة * وعندية الهو لا تعقل وعندية الله مجهولة * وعندية الخلق لا تجهل وليس هما عند ظرفية * وليس لها غيرها محمل الضمير في لها يعود على الظرفية وفي هما يعود على عندية الحق والخلق واعلم أن العندية نسبة ما هي أمر وجودي لأن النسب أمور عدمية ثابتة الحكم معدومة العين وسيأتي الكلام إن شاء الله في أحوال الأقطاب فيمن كان هجيره ما عندكم ينفد وما عند الله باق من هذا الكتاب وإنما قلنا إن عندية الله مجهولة لأن الله بما هو الله لا يتعين فيه اسم من الأسماء الإلهية دون اسم فإنه عين مجموع الأسماء وما تخصصه إلا الأحوال فإنه من قال يا الله افعل لي كذا فحاله تخصص أي اسم أراد مما يتضمنه هذا الاسم الله من الأسماء فلهذا يقال فيه إنه مقيد في إطلاق أي تقيده الأحوال بما تطلبه من الأسماء المندرجة فيه ومطلق من حيث انتفاء الأحوال فهو الاسم القابل لكل اسم كما أن الهيولى الكل قابلة لكل صورة وعندية الرب قريبة من هذا إلا إن الفرق بينهما إن الرب ما أتى قط إلا مضافا فمن كان عنده فهو عند من أضيف إليه ولا يضاف إلا إلى كون من الأكوان وعندية الخلق معلومة فعندية الرب معقولة وأما عندية الهو فإن الهو ضمير غائب والغائب لا يحكم عليه ما كانت حالته الغيبة لأنه لا يدري على أي حالة هو حتى يشهد فإذا شهد فليس هو لأن الغيبة زالت عنه إلا ترى الساكت لا ينسب إليه أمر حتى يتكلم ولا مذهب ولهذا لا يدخل في الإجماع بسكوته وهذه مسألة خلاف والصحيح ما قلناه كما إن ترك النكير ليس بحجة إلا في بقاء ذلك الأمر على الأصل المنطوق به في قوله تعالى خلق لكم ما في الأرض جميعا وكلام بني آدم مما خلق في الأرض وجميع أفعالهم فإذا رأينا أمرا قد قيل أو فعل بمحضر رسول الله ص ولم ينكره فلا نقول إن حكمه الإباحة فإنه لم يحكم فيه بشئ إذ يحتمل أنه لم ينزل فيه شئ عليه وهو لا يحكم إلا بما أوحى الله فيه إليه فيبقى ذلك على الأصل وهو التصرف الطبيعي الذي تطلبه هذه النشأة من غير تعيين حكم عليه بأحد الأحكام الخمسة وهو الأصل الأول أو نرده إلى الأصل الثاني وهو قوله تعالى خلق لكم
(١٩٥)