الثقلين بقوله: " فيه نظر، لان قتل هذا كان فيه نصرة للدين، وخذلان للكافرين " (1).
فإنه إذا كانت قد زاغت الابصار، وبلغت القلوب الحناجر، وصاروا يظنون الظنون السيئة بالله سبحانه. وإذا كان المسلمون قد أحجموا عن مبارزة عمرو، خوفا ورعبا، وكانوا كأن على رؤوسهم الطير.
وإذا كان عمرو هو فارس الأحزاب، الذين هم ألوف كثيرة، وقد جاؤوا لاستئصال المسلمين، وهم قلة، وقد جاءهم اليهود من جانب، وقريش من جانب، وغطفان من جانب. وكانوا في أشد الخوف على نسائهم وذراريهم.
وإذا كان المنافقون لا يألون جهدا في تخذيل الناس وصرفهم عن الحرب، حتى أصبح الرسول (ص) في قلة قليلة، لا تزيد على ثلاث مئة رجل. بل قيل لم يبق معه سوى اثني عشر رجلا كما سنرى.
وإذا كان الجوع والبرد يفتكان فيهم، ويضعفان من عزائمهم..
نعم، إذا كان ذلك، فمن الطبيعي: أن يكون قتل هذا الكافر فيه حياة الاسلام، وانتعاش المسلمين، وفيه خزي الأحزاب، وفشلهم، وسيأتي بعض الكلام حول: أن النصر كان بسبب قتل عمرو في الفصل التالي إن شاء الله.
وأما بالنسبة لضعف سنده، وعدم ذكره في الصحاح، فلا يقلل ذلك من قيمته واعتباره إذ ما أكثر الأحاديث الصحيحة، والمتواترة