ولكننا نشك في صحة ذلك، إذ قد كان ثمة حرس للمدينة يبلغ حوالي خمس مئة مقاتل. وقد كان يكفي لرد هؤلاء العشرة عشرة مثلهم، فضلا عن المئات.
ثم إن وصول عشرة من بني قريظة إلى مكان قريب من الجيش الاسلامي وفي قبال ذلك الجيش مع احتمالهم أن يكون ثمة حرس يعتبر مجازفة منهم، لا نرى أن اليهود يقدرون عليها.
وقلنا: إن موضع النساء قريب من جيش المسلمين، لان النبي كما تقدم قد طلب من النساء أن يلمعن بالسيف إذا تعرضن لأي مكروه.
فلماذا لم يلمعن بالسيف كما صنعن في قصة أحد بني جحاش، الذي تم التخلص منه بهذه الطريقة بالذات.
إلا أن يكون الناس في ذلك الوقت قد شغلتهم الحرب حتى لا يستطيع أحد منهم، ولا حتى مفرزة صغيرة بمقدار خمسين فارسا: أن تنجد النساء والأطفال.
ونحن لا نظن أن النبي (ص) لم يحسب حسابه لساعات كهذه، وترك الامر يتطور إلى أن يصل إلى هذه الدرجة من الخطورة.
ولهذا فنحن نعتقد: أن هذه مبادرة من صفية رحمها الله لمواجهة رجل تسلل إلى موضع قريب، وقد نجحت في المهمة التي أحبت أن تبادر لانجازها، ثم زاد الآخرون ما شاؤوا على ذلك إكراما لولدها الزبير، ولآل الزبير، ولعل هذه الزيادات لا تبعد كثيرا عن نشاطات عروة ونظرائه ممن يسيرون في نفس الخط الذي هو فيه.