وفي جمادى الآخرة من السنة الثالثة (1)، وقيل: سنة أربع (2). وعند البعض: بعد أحد من دون تعيين. كان قتل أبي رافع ابن الحقيق بخيبر، الذي كان يظاهر ابن الأشرف في معاداته للنبي (ص)، ويؤذي النبي (ص)، ويبغي عليه.
وذلك أنه: بعد قتل الأوس لابن الأشرف قالت الخزرج: والله لا يذهبون بها علينا عند رسول الله (ص)، فوقع اختيارهم علي ابن الحقيق هذا، المعروف ببغيه وأذاه، والمظاهر لابن الأشرف، فاستأذنوا رسول الله (ص) في قتله فأذن لهم.
فخرج إليه خمسة نفر أو ثمانية، عليهم عبد الله بن عتيك، فأتوا داره ليلا، فأغلقوا أبوابه على أهله، وكان هو في علية، فاستأذنوا عليه، بحجة: أنهم جاؤوا يطلبون الميرة، فدخلوا عليه، وأغلقوا باب العلية، فوجدوه على فراشه، فابتدروه، فصاحت المرأة، فأرادوا قتلها، ثم ذكروا نهي النبي (ص) عن قتل النساء والصبيان، فقتلوه، وخرجوا.
ولكنهم لم يطمئنوا إلى أنه قد مات، فأرسلوا أحدهم، فدخل بين الناس، وعرف الخبر منهم، ورجع إليهم فأخبرهم بهلاكه.
ثم رجعوا إلى النبي (ص)، واختلفوا فيمن قتله، فأخذ النبي (ص) أسيافهم، فرأى علي سيف ابن أنيس أثر الطعام، فقال: هذا قتله (3).
وأضاف ابن الأثير في روايته المفصلة: أن ابن عتيك وصل إلى