حينئذ (1).
وهذه الدرجة من اليقين، هي التي دعت عبد الله بن عبد الله بن أبي إلى: أن يستأذن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) في قتل أبيه المنافق، إلى غير ذلك من الأمثلة التي لا مجال لاستقصائها (2).
كما أن هذا اليقين هو الذي أشار إليه عمار بن ياسر رضوان الله تعالى عليه، حينما قال عن الجيش الذي جاء لمحاربة أمير المؤمنين (ع):
(والله لو ضربونا بأسيافهم حتى يبلغونا سعفات هجر، لعرفت أنا على حق وهم على باطل) (3).
فعمار لم ير النصر العسكري، والقوة العسكرية مقياسا للحق والباطل، كما هو شأن ضعاف النفوس. بل هو يجعل النصر والهزيمة رهن الحق والباطل. فالمحق منتصر دائما، حتى حينما يكون منهزما عسكريا وسياسيا، والمبطل هو المنهزم، وإن كان منتصرا على الصعيد العسكري والسياسي وغير ذلك في ظاهر الامر.
نعم، ان قضية حويصة ومحيصة تمثل لنا الشخصية التي يريد الاسلام، واستطاع الرسول الأعظم (ص) والأئمة من بعده: أن يصنعوا منها نماذج متفوقة، تعتبر حب الله متفوقا على كل حب، ورابطة العقيدة تسمو على كل رابطة (4).