الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٦ - الصفحة ٤٠
منهم بأسيافهم الحارث بن أوس بن معاذ، فتفل (ص) على جرحه.
فأصبحوا وقد خافت يهود مما جرى لكعب (فليس بها يهودي الا وهو خائف على نفسه (1))، وذهبوا إلى رسول الله (ص)، فقالوا: قتل صاحبنا غيلة. فذكرهم النبي (ص) ما كان يهجوه في أشعاره ويؤذيه.
قال: ثم دعاهم النبي (ص) إلى أن يكتب بينه وبينهم صلحا، قال:
أحسبه قال: فذلك الكتاب مع علي (2).
وقال كعب بن مالك بهذه المناسبة أبياتا منها:
فغودر منهم كعب صريعا فذلت بعد مصرعه النضير (3) قال العلامة الحسني: (ومع ذلك فلم يتراجعوا عن الدس والتحريض على المسلمين والتصدي لهم، والنيل من النبي (ص)، وطلب منهم النبي أن يكفوا عما هم عليه، وأن يلتزموا بالعهد الذي أعطوه على أنفسهم، حين دخوله المدينة، فلم يزدهم ذلك الا عتوا وتماديا في ايذاء المسلمين، ونشر الفساد، والنبي (ص) من جانبه يوصي المسلمين بالهدوء وضبط الأعصاب) (4).

(١) راجع جميع ما تقدم في المصادر التالية: سيرة ابن إسحاق ص ٣١٧ - ٣١٩، والبداية والنهاية ج ٤ ص ٥ - ٨، والمغازي للواقدي ج ١ ص ١٨٨ - ١٩١، ودلائل النبوة للبيهقي (ط دار الكتب العلمية) ج ٣ ص ١٩٢ - ٢٠٠، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤١٣ - ٤١٤، وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ١٧٩ و ١٨٠، والكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٤٣ و ١٤٤.
(٢) المصنف لعبد الرزاق ج ٥ ص ٢٠٤، وطبقات ابن سعد ج ٢ ص ٢٣، ودلائل النبوة للبيهقي ط دار الكتب العلمية ج ٣ ص ١٩٨، وراجع: المغازي للواقدي ج ١ ص ١٩٢، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤١٤.
(٣) راجع: البداية والنهاية ج ٤ ص ٨.
(4) سيرة المصطفى ص 378.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست