لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلا، ومن المهاجرين ستة، منهم حمزة. فمثلوا بهم، فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا، لنربين عليهم.
فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله: (وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لهو خير للصابرين) فقال رسول الله (ص):
نصبر، ولا نعاقب، كفوا عن القوم الا أربعة.
وحسب نص ابن كثير: عن عبد الله بن أحمد: فلما كان يوم الفتح، قال رجل: لا تعرف قريش بعد اليوم، فنادى مناد: ان رسول الله (ص) قد أمن الأسود والأبيض الا فلانا وفلانا، ناسا سماهم، فأنزل الله الخ (1).
وعن الشعبي، وابن جريج ما يقرب من هذا أيضا باختصار (2).
وفي رواية: أن المسلمين لما رأوا المثلة بقتلاهم قالوا: لئن أنالنا الله منهم لنفعلن، ولنفعلن، فأنزل الله: وان عاقبتم الآية، فقال رسول الله (ص): بل نصبر (3).
لكن ما تذكره هذه الروايات من أن الآية قد نزلت في هذه المناسبة محل نظر، وذلك لما قدمناه من كونها مكية، ويمكن أن يكون الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عاد فذكرهم بالآية، مبالغة منه (صلى الله عليه وآله وسلم) في زجرهم عن ذلك، فتوهم الراوي: أن الآية قد نزلت في هذه المناسبة.