وبما سمعت يظهر غرابة استبعاد عود التوثيق في ترجمة محمد بن عبد الحميد إلى عبد الحميد من سبط الشهيد الثاني (1)، مضافا إلى ما ذكره السيد السند النجفي من قوله - كما تقدم : " وهو غريب من مثله، فإن مثل ذلك كثير في كلام النجاشي، كما يظهر بأدنى إلمام بكتابه " (2).
ومع ذلك كله أقول: إنه لابد من التأمل والتحري في الموارد، فإن كلمات أرباب الرجال لم يراع فيها كثيرا ما كان ينبغي مراعاته ورعايته، كما أنه في بعض التراجم كان التوصيف مختصا بالمذكور بالتبع، وخلا الترجمة عن التعرض لحال صاحب الترجمة من حيث الوثاقة وعدمها.
قال النجاشي: " الحسين بن القاسم بن محمد بن أيوب بن شمون (3) أبو عبد الله الكاتب، وكان أبوه القاسم من جملة أصحابنا " (4).
ومع قطع النظر عما ذكر قد يقتضي بعض القرائن الدقيقة عود التوثيق إلى المذكور بالتبع. مثلا: لو كان قول النجاشي في ترجمة محمد بن إسماعيل بن بزيع " كان صالحا ثقة " بدل قوله: " كان من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم " (5) كان الظاهر عوده إلى حمزة، إذ الظاهر أن تخصيص حمزة بالذكر من بين ولد بزيع المذكورين بالتبع من جهة اختصاصه بالصلاح والوثاقة.
وقد يؤيد بعض القرائن عود التوثيق إلى المذكور بالأصالة، نظير ما يؤيد عود " الموت في أيام الرضا (عليه السلام) " في ترجمة جميل بن دراج إلى " جميل " لا إلى دراج، من لزوم ذكر أكبرية الولد عن الوالد على تقدير العود إلى دراج، كما يظهر مما مر (6).