الاستعداد للخدمة لان الغالب فيها مباشرة اليدين ثم إن الذي اخذ عليه الخوف يرخى يديه وفي قول بحول الله تعالى وقوته عند القيام ارشاد إلى العجز عن القعود فضلا عن القيام وغيره الا بمعونته وتخصيص التسميع بحال القيام لأنه دعاء فيؤتى به حال القيام تواضعا ولأنه ادعى للإجابة وجعلت الحمد له للمأمومين امتثالا لأمرهم بالحمد لله المفهوم من السمعلة رابعها قرائة الفاتحة والسر فيها بعد كونها من أفضل الأعمال والسور اثبات ما ادعى من العقايد سابقا لاعجازها وانها من أكبر المعاجز وقد لوحظ فيها من الاسرار ما تقصر عنه دقائق الأفكار منها البدئة باسم الله لبيان انه المبدء الفياض لان ذكره أفضل الذكر واسمه مبدء الأسماء ولدفع تسلط الشيطان بايقاع الرياء والعجب ونحوهما وهو سر استحباب الاستعاذة من الشيطان و ربط الاستعاذة بذات الله والاستعانة باسمه سره واضح ومنها اظهار العجز عن الأقوال ولو قلت فضلا عن الافعال الا بمعونة الله تعالى وجعل الاستعانة بالاسم لأنه انسب بالأدب وان أريد منه المسمى أو لان نفس الاسم فيه تلك الخاصية على نحو ما يصنعه العبد الحقير من التملق قبل سؤال الحاجة من مولاه ولأنه رأى الحمد واجبا على توفيقه لعبادته ورضاه بخدمته وللدلالة على صفة الاختيار وليترتب عليه ما يتعلق بالمدح والشكر واختص صفتي الرحمة من بين الصفات في البسملة لان الإعانة لا تكون الا من المتصف بها وخص الحمد بالله لقضاء الحقيقة أو الاستغراق به لقضاء صفة تربية العالمين فكل صفة مستندة إليه ولان ما تقدم من الأكبرية وتخصيص الإلهية لجعل من عداه في حكم المعدوم وجعل الحمد مستندا إلى الذات لما هي هي أو للنعم السابقة من التربية والتغذية أو لطلب الرحمة جلبا للمنافع ودفعا للمفاسد الدنياوية أو الأخروية ثم لما كان سبب لزوم الحمد قاضيا بلزوم العبادة وهي تنقسم إلى تلك الأقسام رتب عليها العبادة وخصه بها لما مر من أنه لا اله سواه وخاطبه لقضاء تلك الصفات يشبه العيان ثم طلب الاستعانة على العبادة اظهارا لعجزه وبعد ان أثبت جامعية صفات الكمالات بأنه الله وأثبت صفة الرحمة رجى إجابة الدعاء فدعى بخير الدنيا والآخرة ودفع بلائهما وخص صفتي الرحمة أيضا ليكمل الرجاء في تحصيل الجزاء وتثبت صفة الفضل فضلا عن العدل وبعد ذكر العظمة و استجماع صفات الكمال والرحمة والشفقة استحق الحمد المؤدى معنى المدح والشكر واتى بالحمد وأثبت جميع افراده مؤذنا بان جميع المحامد راجعة إليه وانه مختار في جميع أفعاله واستند في ذلك إلى أنه رب العالمين فيكون برهانا ثم كرر الرحمة عامة لجميع العالم في جميع ما يحدث منهم بعد أن ذكرت أو لا لطلب رحمته إياه أو لأجل اعانته ثم ذكر ملك جزاء الآخرة لتشتد همته وتقوى عزيمته وبعد اثبات الأكبرية والاقرار بالتوحيد وتقديم الاستعانة به وان أمور العالمين راجعة إليه وكان الخطاب بمنزلة خطاب المشافهة خصه بالعبادة والاستعانة وتوجه إليه بالدعاء وفي اعرابها وترتيلها ونحوهما محافظة على ما يليق بها واما قرائة السورة فلتأكيد المعجزة ولزيادة المثوبة في فعل هذه الطاعة العظيمة واجتزى بالفاتحة وخير بينها وبين الذكر في الأخيرتين لان الأولتين كأصلين والأخيرتين كفرعين تابعين خامسها الركوع والسر فيه بحسب ذاته ان هذه التقوس المؤذن بكمال الذل والانخفاض انما يكون ممن كان في أدنى مرتبة لمن هو في غاية الرفعة والعظمة وفي تكبيره دليل على لزوم الركوع والخضوع وفي الاستقرار والذكر فيه ما يؤكد التذلل والخضوع وخص التسبيح لما يتوهم من عدم الفرق بين الكبير في ذاته والمتكبر إذا لم تكن الكبرياء من صفاته ثم التسبيح انما يفيد ثبوت صفات الجلال فلزم التحميد ليفيد ثبوت صفات الكمال ولان التسبيح قد يكون بصفات لا تليق فقيده بالإضافة إلى صفات الحد وذكر العظمة لاقتضاء الركوع ذلك وسوى ظهره اشعارا بتمام التذلل ومد عنقه لاظهار التسليم وبيان ان الامر إليه ان شاء قتله وان شاء أمهله واطمئن وبلغ الأصابع بعد وضعها منفرجات لأجل تمكين الخضوع والخشوع وأوتر في تسبيحه لان الله تعالى وتر يحب الوتر ثم خص التسميع بالتحميد لأنه قولي والتسبيح اعتقادي على ما يظهر منهما وتخصيص المأموم بالتحميد لأنه مأمور بأمر الإمام وقد امره به مغنى في تسميعه سادسها الرفع من الركوع لينظر العظمة و ولزيادة الخضوع بالسقوط لوضع الجبهة عن قيام سابعها السجود والسر فيه انه أعلى المراتب الثلث في الخضوع بوضع الجبهة على الأرض أو ما كان منها ووضع الأعضاء الستة الأخر على نحو وضعها وفيه كمال الخضوع والتذلل والهبوط فناسب ذكر ما يفيد تمام العزة والعلو كالأعلى وحيث إن الركوع لم يبلغ ذلك اتى فيه بلفظ العظمة ثامنها الرفع من السجود الأول لينظر العظمة ولزيادة التذلل بالهبوط بعد الجلوس والرفع من التشهد بعد رؤيا العظمة أو يقوم للخدمة وفي التدرج من ذل القيام إلى الركوع ثم منه إلى السجود سر عجيب وكبر للسجود بعد رفع الركوع لما رأى العظمة وتوطئة للمبادرة إلى السجود واحتجاجا على وجوبه وكذا بعد السجود الأول وفي التسبيح والاستقرار و الذكر نحو ما في الركوع وفي وضع اليدين بين الركبتين وموضع الجبهة استقامة وضع البدن وهي ادخل في الأدب وفي التخوي المستدعى لزيادة رفع العجز وارغام الانف ارغام لأنوف الجبابرة فإنهم بذلوا للنبي صلى الله عليه وآله أموالا كثيرة على أن لا يأمرهم بوضع الجباه ورفع الاعجاز فابى عليهم وأجابهم بأنه مأمور لا اختيار له وفي حجب النظر عن السماء وقصره على خصوص الأمكنة القريبة اظهار تمام الانكسار والحياء وفي تكرار السجود على الأرض مرتين إشارة إلى أن البداية منها والغاية إليها وفي وضع التشهد رجع إلى إعادة الشهادتين أولا واخرا أو مع الوسط مع الطول تحفظا عن النسيان وتحرزا عن تسلط الشيطان وليكون معترفا بالعقايد ابتداء الصلاة وعند الفراغ من الجميع
(٢٩٤)