مفتاح الكرامة - السيد محمد جواد العاملي - ج ٨ - الصفحة ٣٥٠
____________________
لا تنعقد به. ونقل ذلك عن الكندري (1). بل ظاهر «المبسوط» أن عدم
(١) لا يخفى أن صاحب كشف اللثام لم ينقل في المقام إلا عن الإصباح (راجع كشف اللثام:
في صلاة الجمعة ج ٤ ص ٢٨٠) وهو تأليفان: أحدهما للقطب الدين محمد بن الحسين بن الحسن الكيدري البيهقي، والثاني لنظام الدين الصهرشتي تلميذ المرتضى (رحمه الله)، والظاهر أن كلاهما في الفقه وإن قال النوري (رحمه الله) أن الأول في شرح نهج البلاغة إلا أن الظاهر خلافه، وصاحب كشف اللثام كثيرا ما نقل عن الأول بعنوان الكندري مدعيا أنه الصحيح وأن كندر من قرى نيشابور، وقد رده في الروضات أشد الرد.
ويدل على أن الأول هو الأصح ما في أعيان الشيعة: ج ٩ ص ٢٥٠ من أنه وجد على ظهر كتاب الفائق للزمخشري هذه العبارة: قرأ علي السيد الأجل الأكمل الأفضل قراءة مثله في وفور أدبه وكمال فضله مبعثرا خزائن كلمه عن نفائس حكمه مجتنيا زواهر أغراضه عن أزاهير رياضه كاشفا عن ساق التشمير حاسرا عن ذراع التنقير والله عز وجل المسؤول أن يبلغه غاية طلبته ونهاية أمنيته، وهذا خط أضعف النفوس المبتلى ببؤوس الزمن العبوس والدهر الضروس محمد بن الحسين بن الحسن الكيدري البيهقي، كتبه في جمادى الأولى من سنة (610 ه).
وفي المصدر المتقدم أيضا نقلا عن كتاب البرايا في معرفة الأنبياء والأوصياء للمترجم:
حدثني مولائي وسيدي الشيخ الأفضل العلامة قطب الله والدين نصير الإسلام والمسلمين مفخر العلماء ومرجع الفضلاء عمدة الخلق ثمال الأفاضل عبد الله بن حمزة بن عبد الله بن حمزة الطوسي أدام الله تعالى ظل سموه وفضله للأنام وأهله ممدودا وشرح نكته وفوائده لعلماء العصر مشهودا قراءة عليه بساتر دار بيهق في شهور سنة (573 ه) عن الإمام الشوهاني...
وفي الروضات: ج 6 ص 297 و 298 قال ما يلي: أقول: أما نسبة الرجل إلى كيدر على وزن حيدر من قرى بيهق فهو من الأمر الذي لا شك فيه ولا شبهة تعتريه - إلى أن قال: - مع أني وجدت في آخر نسخة عتيقة من الشرح المذكور صورة خط لبعض أعاظم فضلاء عصر الشارح المعظم بهذه الصورة: وافق الفراغ من تصنيف الإمام العالم الكامل المتبحر الفاضل قطب الدين نصير الإسلام مفخر العلماء ومرجع الأفاضل محمد بن الحسين بن الحسن الكيدري البيهقي تغمده الله برضوانه في أواخر الشهر الشريف شعبان سنة (576 ه).
ثم قال: وقد استفيد لنا من شرحه أن له الرواية عن ابن حمزة المذكور قراءة عليه بسبزوار بيهق في شهور سنة (773 ه).
والحاصل: إن كون المترجم هو من أهل قرية كيدر أو كيدور - التي هي من قرى بيهق المراد به سبزوار وهي قرب طرزن وقلعة نورود آباد - مما لا ترديد فيه. ولعل الذي أوقع صاحب كشف اللثام في المصير إلى ما اختاره هو وجود قرية كندر من قرى خليل آباد وكاشمر قرب شفيع آباد التي كانت في تلك الأزمان تحسب من قرى نيشابور، مع أن المصرح به في كلام نفس قطب الدين أنه من أهل بيهق، فتأمل.