مفتاح الكرامة - السيد محمد جواد العاملي - ج ٨ - الصفحة ١٩٦
____________________
وأما القول الأول: وهو الوجوب عينا في زمن الغيبة فقد عرفت أنه خيرة الشهيد الثاني في «رسالته (1)» * وولده في «رسالته (2)» وسبطه (3) والشيخ نجيب الدين والمولى الخراساني في «كتابيه» (4) والكاشاني في «المفاتيح (5)
* - قد أنكر في مصابيح الظلام (٦) كون هذه الرسالة للشهيد الثاني وقال:
حاشاه أن يقع منه مثلها مع أنه مخالفها في جميع كتبه، وقد اشتملت على كلام لا نجوز وقوعه من مثله كنسبة علمائنا الأبرار إلى الإصرار على الضلال «منه (قدس سره)».
(١) رسائل الشهيد الثاني: في صلاة الجمعة ص ٥١.
(٢) الاثنا عشرية: في صلاة الجمعة ص ٨ س ١ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٥١١٢).
(٣) مدارك الأحكام: في صلاة الجمعة ج ٤ ص ٢٥.
(٤) ذخيرة المعاد: في صلاة الجمعة ص ٣٠٨ س ٢١، وكفاية الأحكام: في صلاة الجمعة ص ٢٠ س ٢٥.
(٥) مفاتيح الشرائع: في وجوبصلاة الجمعة ج ١ ص ١٧ و ١٨.
(٦) مصابيح الظلام: في صلاة الجمعة ج ١ ص ٨٧ س ٢٤ (مخطوط في مكتبة الگلپايگاني).
اشتهر بين القائلين بعدم وجوب الجمعة أو حرمتها الرد على الشهيد الثاني القائل بوجوبها عينا الذي كتب في ذلك رسالته المعروفة بان الرسالة المذكورة اما ليست من تأليفه واما انه كتبها في صغره واوان تحصيله حينما لم يكن بتلك المثابة في التحقيق والرأي وأول من فتح هذا الباب الوحيد البهبهاني (رحمه الله) وقلده في ذلك أكثره تلاميذه لا سيما صاحب الجواهر فإنه شدد النكير عليه وجاء بما هو أفضع وكنا حينما عثرنا في الجواهر على هذا الكلام ورأيناه بعد ذلك في المصابيح راجعنا كتبه المؤلفة فرأينا ان كلا الدعويين غير محققة وذلك لتكذيبهما تصريحه (قدس سره) في آخرها بلقبه المعرف بها وبتاريخ الفراغ منها وهو الأول من ربيع الأول السنة الثانية والستين وتسعمأة هجرية فأنت إذا راجعت تاريخ روضته ومسالكه لرأيت ان تاريخ الفراغ من الأول، الذي لا ريب في أنه كتبها في كمال رأيه وتحقيقه الحادي والعشرين من جمادى الأولى السنة السابعة والخمسين وتسعمأة وتاريخ الفراغ من الثاني، الثامن من ربيع الآخر السنة الرابعة والستين وتسعمأة، فرسالته المؤلفة في الجمعة انما ألفها بعد فراغه من الروضة بخمس سنوات واما مسالكه فألفها بعد الفراغ من رسالته بسنتين فأنت إذا رأيت ذلك لا تشك في قصور هذه الاعلام ان لم نقل في تقصيرهم في التحقيق وانهم ربما ابتلوا بالقضاوة القاسطة والحكومة غير العادلة نعوذ بالله من الزلات المغوية والعثرات المهلكة.