الفلسفة من الترك في النجف اقرأه كتاب الأسفار وكان مجدا مجتهدا في شانه ثم عاد إلى أصفهان ولكنه مال إلى العزلة وانقطع إلى العبادة أكثر من غيرها واعرض عن الرياسة حتى أنه فضل عوده إلى العراق ثم رجع إلى أصفهان بطلب من والده ولما خرج أبوه إلى العراق سنة 1301 خرج معه وجاور في النجف بعد وفاته تاركا تلك الرياسة التي تهيأت له بأصفهان إلى أخيه الآقا نجفي مقبلا في النجف على الإملاء والتدريس ثم أعرض في آخر امره حتى عن الدرس واعتزل كل شئ غير العبادة. كان كثير الفكر منقطعا عن الناس يغلب عليه الصمت ولكنه من الأفراد في جودة الفهم وحدة الفؤاد.
وهو أفضل اخوته واتقاهم، فسر أيام عزلته سورة الحمد والبقرة على مشرب العرفاء وله كتب في الفقه والأصول لم تبيض. وولده الشيخ محمد رضا من مشاهير العلماء في أصفهان. 560:
الشيخ محمد حسين شرارة العاملي النجفي آل شرارة بيت علم قديم في جبل عامل ولا يزال فيهم العلماء والأدباء والشعراء إلى اليوم ويوجد منهم في العراق أيضا في النجف نزح إليهم أجدادهم في فتنة الجزار التي تشتت فيها العامليون في البلاد واصلهم من جبل عامل ويوشك ان يكون أصلهم من العرب المدعوين بالشرارات والذين في جبل عامل جمهورهم في بنت جبيل واصلهم من جزين نزحوا منها حين تفرق أهلها الشيعة ولا يزال فيها إلى اليوم ارض تنسب إليهم. في تكملة أمل الآمل: كان من العلماء الفضلاء الأجلاء في طبقة الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء والشيخ قاسم محيي الدين والشيخ حسين نجف وقد رأيت خط الشيخ حسين نجف على ظهر نسخة تنقيح المقداد مستعيرا له من الشيخ محمد حسين شرارة، قال مما نظرت الحقير الفقير وهو إلى الأخ العزيز الأكرم الشيخ محمد حسين شرارة العاملي المحترم سلمه الله تعالى الأقل العبد حسين نجف، ورأيت خطه عليه هكذا: كتاب التنقيح الرابع في شرح مختصر الشرايع في حيازة العبد محمد حسين شرارة العاملي سنة 1200 وكان لهذا الشيخ الجليل ولدان جليلان عالمان فاضلان أحدهم الشيخ محمد امين والآخر الشيخ حسن من تلامذة السيد بحر العلوم والشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء وقد رأيت خطيهما على ظهر نسخة التنقيح المذكورة وصورة خط الشيخ محمد سنة 1225 فيعلم من هذا ان والده كان حيا في ذلك التاريخ وصورة خط الشيخ حسن هكذا: بسم الله بيد الجاني وهو لأخي ملك له ولنا الأقل حسين بن المرحوم الشيخ محمد حسين شرارة العاملي آه والأسف انه لم يؤرخ كتابته لتعلم وفاة أبيه. 561:
قطب الدين محمد بن الحسين بن الحسن الكيدري البيهقي في أمل الآمل: فاضل فقيه متبحر والعلامة الحلي قد ينقل فتاواه في المختلف في جملة المجتهدين المعتمدين وكذا غيره من ناقلي الخلاف والوفاق وصفه الفاضل الهندي فيما كتبه على ظهر بعض كتبه بأنه الامام الأجل العالم الزاهد المحقق المدقق قطب الدين تاج الاسلام مفخر العلماء مرجع الأفاضل عب في علوم الدين من كل بحر وقلب ما انطوى عليه الكتاب بطنا لظهر ولم يأل جهدا في اقتناء العلوم والآداب وأدب نفسه كل الآداب حتى ظفر بمقصوده وعثر على منشوده آه.
وكتب على ظهر كتاب الفائق للزمخشري: قرأ علي السيد الأجل الأكمل الأفضل قراءة مثله في وفور أدبه وكمال فضله مبعثرا خزاين كلمه عن نفايس حكمه مجتنيا زواهر أغراضه عن أزاهير رياضه كاشفا عن ساق التشمير حاسرا عن ذراع التنقير والله عزل وجل المسؤول ان يبلغه غاية طلبته ونهاية أمنيته وهذا خط أضعف النفوس المبتلى ببؤس الزمن العبوس والدهر الضروس محمد بن الحسين بن الحسن الكيدري البيهقي كتبه في جمادي الأولى من سنة 610.
مؤلفاته له كتاب أنوار العقول من أشعار وصي الرسول ص جمع فيه أشعار أمير المؤمنين ع ذكر فيه أنه جمع من ثلاثة دواوين أحدها الذي جمعه الشيخ أبو الحسن الفنجكردي في مائتي بيت وثانيها أبسط من ديوان الفنجكردي بعض أشعاره مستخرج من كتاب محمد ابن إسحاق وبعضها ملتقط من متون الكتب منسوب اليه ع وثالثها الذي جمعه السيد الجليل أبو البركات هبة الله بن محمد الحسيني ومن غير هذه الثلاثة من كتب السير والتواريخ ويذكر غالبا أسانيد ما أثبته من الأشعار ويظهر منه إتقان مؤلفه في الحفظ والضبط والأخذ من المآخذ الصحيحة المعتبرة وجدت منه نسخة كتبت سنة 1035 منقولة عن نسخة كتبت سنة 852، والسيد أبو البركات كأنه السيد هبة الله بن علي بن محمد المعروف بابن الشجري.
وله كتاب الإصباح وشرح نهج البلاغة المسمى بحدائق الحقائق في تفسير دقائق أفصح الخلائق ووجد بخط الفاضل الهندي على ظهر بعض كتبه ان ابن حمزة الطوسي من مشايخه وقد وصف شرحه ذلك بأنه جامع لبدائع الحكم وروائع الكلم وزواهر المباني وجواهر المعاني فاق ما صنف في فنه من الكتب حاز في فنون من العلم لب اللباب ألفاظه رصينة متينة ومعانيه واضحة مستبينة فالبحري ان يقابل بالقبول والاقبال ولا يعرض عنه صفحا، ثم شرع في اجازته عن مشايخه كلما اشتمل عليه فهارس كتب أصحابنا رضوان الله عليهم لا سيما نهج البلاغة عنه عن الراوندي عن علي بن أحمد عن أبي الفضل محمد بن يحيى عن عبد الكريم ابن محمد الديباجي المعروف بسبط بشر الحافي الذي خلص من وثاق الدنيا الدنية بكرامة أبي الحسن الأول ع وله حكاية مشهورة عن السيد الشريف الرضي رضي الله عنه وعن غير هؤلاء وهو حري بان يؤخذ عنه وموثوق بان يعول عليه انتهى والفاضل الهندي شيخه.
وقال المترجم في كفاية البرايا في معرفة الأنبياء والأوصياء: حدثني مولاي وسيدي الشيخ الأفضل العلامة قطب الملة والدين نصير الاسلام والمسلمين مفخر العلماء ومرجع الفضلاء عمدة الخلق ثمال الأفاضل عبد الله بن حمزة بن عبد الله بن حمزة الطوسي أدام الله تعالى ظل سموه وفضله للأنام وأهله ممدودا وشرح نكته وفوائده لعلماء العصر مشهودا قراءة عليه بساتر دار بيهق في شهور سنة 573 عن الشيخ الامام عفيف الدين محمد بن الحسين الشوهاني عن شيخه الفقيه علي بن محمد القمي عن شيخه المفيد عبد الجبار بن عبد الله بن علي المقري عن شيخ الطائفة آه قال في الرياض: رأيت من مؤلفاته الوافي بكلام المثبت والنافي وهو مختصر وهو غير ابن حمزة صاحب الوسيلة فلا تغفل.