انشزوا) قال: إلى الخير والصلاة. وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في المدخل عن ابن عباس في قوله (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) قال: يرفع الله الذين أوتوا العلم من المؤمنين على الذين لم يؤمنوا درجات. وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في تفسير هذه الآية قال: يرفع الله الذين آمنوا منكم وأوتوا العلم على الذين آمنوا ولم يؤتوا العلم درجات. وأخرج ابن المنذر عنه قال:
ما خص الله العلماء في شئ من القرآن ما خصهم في هذه الآية، فضل الله الذين آمنوا وأوتوا العلم على الذين آمنوا ولم يؤتوا العلم. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله (إذا ناجيتم الرسول) الآية قال: إن المسلمين أكثروا المسائل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى شقوا عليه، فأراد الله أن يخفف عن نبيه، فلما قال ذلك ظن كثير من الناس وكفوا عن المسئلة، فأنزل الله بعد هذا (أأشفقتم) الآية، فوسع الله عليهم ولم يضيق. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وأبو يعلي وابن جرير وابن المنذر والنحاس وابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال " لما نزلت (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما ترى دينار؟ قلت لا يطيقونه. قال فنصف دينار؟ قلت لا يطيقونه، قال فكم؟ قلت شعيرة، قال إنك لزهيد، قال: فنزلت - أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات - الآية، في خفف الله عن هذه الأمة " والمراد بالشعيرة هنا وزن شعيرة من ذهب، وليس المراد واحدة من حب الشعير، وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عنه قال: ما عمل بها أحد غيري حتى نسخت، وما كانت إلا ساعة: يعني آية النجوى. وأخرج سعيد بن منصور وابن راهويه وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عنه أيضا قال: إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي آية النحوي (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم، فكنت كلما ناجيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدمت بين يدي نجواي درهما، ثم نسخت فلم يعمل بها أحد، فنزلت - أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات - الآية. وأخرج الطبراني وابن مردويه. قال السيوطي: بسند ضعيف عن سعد بن أبي وقاص قال " نزلت (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقه) فقدمت شعيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنك لزهيد، فنزلت الآية الأخرى - أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات - ". سورة المجادلة (14 - 22)