بأنهم آمنوا برب العالمين، ثم لم يكتفوا بذلك حتى قالوا: رب موسى وهارون لئلا يتوهم متوهم من قوم فرعون المقرين بإلهيته أن السجود له.
وقد أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله (ثم بعثنا موسى) قال: إنما سمى موسى، لأنه ألقى بين ماء وشجر فالماء بالقبطية مو والشجر سي. وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد: أن فرعون كان فارسيا من أهل إصطخر.
وأخرج أيضا عن ابن لهيعة: أنه كان من أبناء مصر. وأخرج أيضا وأبو الشيخ عن محمد بن المنكدر قال: عاش فرعون ثلاثمائة سنة. وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طلحة أن فرعون كان قبطيا ولد زنا طوله سبعة أشبار.
وأخرج أيضا عن الحسن قال: كان علجا من همذان. وأخرج أبو الشيخ عن إبراهيم بن مقسم الهذلي قال: مكث فرعون أربعمائة سنة لم يصدع له رأس. وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة في قوله (فألقى عصاه) قال:
ذكر لنا أن تلك العصا عصا آدم أعطاه إياها ملك حين توجه إلى مدين، فكانت تضئ بالليل ويضرب بها الأرض بالنهار فتخرج له رزقه ويهش بها على غنمه (فإذا هي ثعبان مبين) قال: حية تكاد تساوره. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لقد دخل موسى على فرعون وعليه زرمانقة من صوف ما تجاوز مرفقيه، فاستأذن على فرعون فقال أدخلوه، فدخل فقال: إن إلهي أرسلني إليك، فقال للقوم حوله: ما علمت لكم من إله غيري، خذوه. قال إني قد جئتك بآية، قال: فائت بها إن كنت من الصادقين، فألقى عصاه فصارت ثعبانا بين لحييه ما بين السقف إلى الأرض. وأدخل يده في جيبه فأخرجها مثل البرق تلتمع الأبصار. فخروا على وجوههم وأخذ موسى عصاه ثم خرج ليس أحد من الناس إلا نفر منه، فلما أفاق وذهب عن فرعون الروع قال للملأ حوله: ماذا تأمروني (قالوا أرجه وأخاه) ولا تأتنا به ولا يقربنا (وأرسل في المدائن حاشرين) وكانت السحرة يخشون من فرعون، فلما أرسل إليهم قالوا: قد احتاج إليكم إلهكم؟ قال: إن هذا فعل كذا وكذا، قالوا: إن هذا ساحر سحر (إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم لمن المقربين). وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال: عصى موسى اسمها ماشا. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طرق عنه في قوله (فإذا هي ثعبان مبين) قال: الحية الذكر. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله (فإذا هي ثعبان مبين) قال: الذكر من الحيات فاتحة فمها واضعة لحيها الأسفل في الأرض والأعلى على سور القصر، ثم توجهت نحو فرعون لتأخذه، فلما رآها ذعر منها ووثب، فأحدث ولم يكن يحدث قبل ذلك، فصاح يا موسى خذها وأنا أو من بربك وأرسل معك بني إسرائيل، فأخذها موسى فصارت عصا. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله (أرجه) قال: أخره. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال: احبسه وأخاه.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس من طرق في قوله (وأرسل في المدائن حاشرين) قال: الشرط. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عنه في قوله (وجاء السحرة) قال: كانوا سبعين رجلا أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء.
وقد اختلفت كلمة السلف في عددهم، فقيل كانوا سبعين كما قال ابن عباس، وقيل كانوا اثنى عشر، وقيل خمسة عشر ألفا. وقيل سبعة عشر ألفا، وقيل تسعة عشر ألفا، وقيل ثلاثين ألفا، وقيل سبعين ألفا، وقيل ثمانين ألفا. وقيل ثلاثمائة ألف، وقيل تسعمائة ألف. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله (إن لنا لأجرا) أي عطاء. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله (فلما ألقوا) قال: ألقوا حبالا غلاظا وخشبا طوالا، فأقبلت يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السد قال: ألقى موسى