حواء أفتحب أن تكون معك تؤنسك وتحدثك وتكون تبعا لأمرك؟ فقال: نعم. يا رب ولك علي بذلك الحمد والشكر ما بقيت فقال له عز وجل: فاخطبها إلي، فإنها أمتي وقد تصلح لك أيضا زوجة للشهوة، وألقى الله عز وجل عليه الشهوة وقد علمه قبل ذلك المعرفة بكل شئ فقال: يا رب، إني أخطبها إليك فما رضاك لذلك فقال (له - خ) عز وجل: رضاي أن تعلمها معالم ديني فقال: ذلك لك علي يا رب (1) إن شئت ذلك لي فقال عز وجل: وقد شئت ذلك، وقد زوجتكها، فضمها إليك فقال لها آدم عليه السلام:
إلي فاقبلي فقال له: بل أنت فاقبل إلي: فأمر الله عز وجل آدم أن يقوم إليها ولولا ذلك لكان النساء هن يذهبن إلى الرجال حتى يخطبن على أنفسهن فهذه قصة حواء صلوات الله عليها.
6 (2) العلل 17 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رض) قال: حدثنا أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى العطار جميعا قالا: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري (2) قال حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن أحمد بن إبراهيم بن عمار قال حدثنا ابن نويه (3) رواه عن زرارة قال سئل أبو عبد الله عليه السلام كيف بدؤ النسل من ذرية آدم عليه السلام فإن عندنا أناس يقولون: إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى آدم عليه السلام أن يزوج بناته من بنيه، وان هذا الخلق كله أصله من الأخوة والأخوات. قال أبو عبد الله عليه السلام: سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا، يقول من يقول هذا إن الله عز وجل جعل أصل صفوة خلقه وأحبائه وأنبيائه ورسله والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من حرام ولم يكن له من القدرة ما يخلقهم من الحلال وقد أخذ ميثاقهم على الحلال والطهر الطاهر الطيب، والله لقد نبأت (4) أن بعض البهائم تنكرت (5) له أخته فلما نزا (6) عليها ونزل كشف له عنها وعلم أنها أخته أخرج عزموله، ثم قبض عليه بأسنانه ثم قلعه ثم خر ميتا: قال زرارة: ثم سئل عليه السلام عن