بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على عظيم آلائه، والصلاة على محمد المصطفى وآله، واللعنة على أعدائهم أجمعين وبعد، فمن الأمور المحزنة التي تعرض لها تراث الإمامية الخالد هو ضياع وتلف العديد من مسطرات الأصحاب وآثار الفقهاء والمحدثين ومصنفات المحققين في فنون العلم المختلفة مما ترك فجوة عظيمة لا يسدها شئ في كثير من الأبحاث العلمية سواء في الفقه أو الحديث أو الرجال أو التراجم أو السير أو التفسير وغيرها.
والخسارة العظيمة هذه لم تكن عفوية وعادية في أغلب الأحيان بل كانت متعمدة ومقصودة، فهناك قسم كبير من التراث ضاع نتيجة الحرق والغرق والاتلاف الذي كان يقوم به المهاجمون من الأعداء والنواصب وسلاطين الجور وغيرهم وفي فترات زمنية متلاحقة. ولا يخفى أن الكثير من الكتب كانت محصورة في نسخ قليلة لا تتجاوز الآحاد، فإذا أتلفت يصعب الحصول عليها إلا ما نقل عنها هنا وهناك.
ومن جملة الفقهاء الكبار الذين تعرضت آثارهم للتلف والضياع الشيخ أبو عي الإسكافي المعروف بابن الجنيد رحمه الله، فقد ضاع كتابه المعروف في الفقه والذي يعد من المراجع الفقهية الهامة لاشتماله على آراء فقهية لها خصوصيتها.
ولم يبق شئ من آثاره إلا ما ذكره عنه وعن كتبه من عاصره أو حصل على كتبه