وكذلك الملك والملك والملك والمالك والقادر والمقدور والمريد والمراد والعالم والمعلوم غير أن العالم والمعلوم قد تكون العين واحدة لأنه قد يكون العالم يعلم نفسه فهو المعلوم لنفسه وهو العالم بنفسه فهو العالم المعلوم له بخلاف المريد والمراد لأن المراد لا يكون أبدا إلا معدوما ولا يكون المريد إلا موجودا وكذلك القادر والمقدور لا يكون المقدور أبدا إلا معدوما فإذا وجد فلا معدم له بعد وجوده إلا بنفسه أو إمساك شرط بقائه أي بقاء الوجود عليه غير ذلك لا يكون فقوله إن يشاء يذهبكم يريد به مسك الشرط المصحح لبقاء الوجود عليكم فتنعدمون إذ لم يوجده سبحانه فإن له التخيير في إيجاد كل ممكن أو تركه على حاله من اتصافه بالعدم فإذ قد علمت بما ذكرناه ما هو الزمان فبعد ذلك أدخل مع الناس فيما دخلوا فيه من أن الزمان الليل والنهار والأيام أو الزمان مدة متوهمة تقطعها حركات الأفلاك أو الزمان مقارنة حادث لحادث يسأل عنه بمتى وأمثال هذه الأقوال ولا يضرك القول بها فإنها قد استقرت ولها صحة في النسب الزماني والله يقدر الليل والنهار بالإيلاج والغشيان والتكوير لإيجاد ما سبق في علمه أن يظهر فيه من الأحكام والأعيان في العالم العنصري فنحن أولاد الليل والنهار فما حدث في النهار فالنهار أمه والليل أبوه لأن لهما عليه ولادة وما ولد في الليل فالليل أمه والنهار أبوه فإن لهما عليه ولادة فلا يزال الحال في الدنيا ما دام الليل والنهار يغشى أحدهما الآخر فنحن أبناء أم وأب لمن ولد معنا في يومنا أو في ليلنا خاصة وما ولد في الليلة الثانية والنهار الثاني فأمثالنا ما هم إخوتنا لأن الليل والنهار جديدان فأبوانا قد انعدما فهذان أمثالهما لا أعيانهما وإن تشابها فهو تشابه الأمثال فإذا كان في الآخرة كان الليل في دار جهنم والنهار في دار الجنة فلم يجتمعا مع الولادة التي توجد في النار والجنان من حدوث التكوين فيهما فذلك مثل حواء من آدم ومثل عيسى من مريم فهذه هي ولادة الآخرة ضرب الله بعيسى ومريم وحواء وآدم مثلا لنا فيما يتكون في الآخرة فليس توليد الأكوان في الآخرة عن نكاح زماني بإيلاج ليل في نهار ونهار في ليل فإنهما مثلان في الزمان الذي هو اليوم الجامع لهما فقسمه الله في الآخرة بين الجنة والنار فأعطى ظلمة الليل للنار وأعطى نور النهار للجنة ومن مجموعهما يكون اليوم وهو يوم الآخرة فإنه جامع للدارين والزمان محصور في سنة وشهر وجمعة ويوم فيقسم الزمان على أربعة أقسام لأن الفصول الطبيعية أربعة لأن الأصل في وجود الزمان الطبيعة ورتبتها دون النفس وفوق الهباء الذي يسميه الحكماء الهيولى الكل وحكم التربيع فيها من حكم التربيع في الأحكام الإلهية من حياة وعلم وقدرة وإرادة بهذه الأربعة ثبتت الألوهة للإله فظهر التربيع في الطبيعة ثم نزل الأمر فظهر التربيع في الزمان الأكبر وهو السنة فانقسمت السنة إلى أربعة فصول ربيع وصيف وخريف وشتاء أحدث هذا الحكم فيها نزول الشمس في البروج والبروج قسمتها الطبيعة تقسيمها العناصر التي هي الأركان إلى نارية وهوائية ومائية وترابية كما قسمت العناصر إلى نار وهواء وماء وتراب كما قسمت الأخلاط في الحيوان إلى صفراء ودم وبلغم وسوداء ثم اندرج الزمان الصغير الذي هو الشهر والجمعة في الزمان الكبير وتعددت الشهود بتعداد البروج اثني عشر شهرا فقسمت عليها الأيام بحكم الرأي إلا أيام العرب أعني شهور العرب فإنها مقسمة بسير القمر فهي مقسمة بتقسيم الله لا بتقسيمنا فلما ظهرت السنة بقطع الشمس هذه البروج كذلك ظهر الشهر العربي بقطع القمر هذه البروج فالشهر الإلهي ثمانية وعشرون يوما وشهر الرؤية والتقدير بحسب الواقع ثم يقع التقدير في الزمان الممتد بأحد هذه الأربعة إما بالسنة أو بالشهر أو بالجمعة أو باليوم لا يقع التقدير إلا بهذا وأعني باليوم الصغير من طلوع الشمس إلى طلوع الشمس مثلا وهو الذي يحدث عند انتهاء دورة الفلك المحيط الذي يدور بالكل وهو الذي يتعين بالعين كما قلنا بطلوع الشمس طلوع الشمس مثلا فيعلم إن الدورة المحيطة بالأفلاك قد انتهت في أعيننا ولا حد لها في نفسها في الفلك المحيط سوى دورة واحدة لا تتصف بالانتهاء فنحن فرضنا فيها البدء والغاية والإعادة والتكرار ما هي في نفسها بهذا الحكم والأيام كثيرة ولكن لا تعد إلا بهذا اليوم الصغير المعلوم عندنا الجامع لليل والنهار فتعد الأيام به أو بالشهر أو بالسنة لا غير وقد ورد أن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون بهذا اليوم الصغير وقد ورد في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة وأيام الدجال يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامنا المعهودة فاليوم الذي نعد به الأيام الكبار هو يوم الشمس ويوم القمر ثمانية وعشرون
(٥٤٨)