وفيها يظهر الثمر أعني في الفروع وتحصل الفوائد كما هي محل الحوائج فما ثم إلا هو لو كان لي إليك سبيل * ما كان لي عليك دليل لذاك أنت رب عزيز * وإنني العبيد الذليل عجبت من إله وعبد * وفي منزل علي يهول إضافة وحرفي شمول * بأنه ونحن عديل الله قاله لم يقله * كون فقلته إذ يقول ومن ذلك هذا هو الأمر الذي * لا بد منه وكفى فاعمل على قولي إذا * كنت به متصفا وكن إذا ناظرك * ألحق عليه منصفا فأنت إن خالفته * كنت بها على شفا واعلم أن الحق لا يكلم عباده ولا يخاطبهم إلا من وراء حجاب صورة يتجلى لهم فيها تكون له تلك الصورة حجابا عنه ودليلا عليه كالصورة الظاهرة الجسدية من الإنسان إذا أرادت النفس الناطقة أن تكلم نفسا أخرى كلمتها من وراء حجاب صورة جسدها بلسان تلك الصورة ولغتها مع كون النفس مخلوقة وأمرها كما ذكرناه فكيف بالخالق فلا يشهد المنازل في المنازلات الخطابية إلا صور عنها تأخذ ما تترجم له عنه من الحقائق والأسرار وهي السنة الفهوانية وحد المنازلات من العماء إلى الأرض وما بينهما فمهما فارقت الصورة العماء وفارقت الصورة الإنسانية الباطنة الأرض ثم التقتا فتلك المنازلة فإن وصلت إلى العماء أو جاءها الأمر إلى الأرض فذلك نزول لا منازلة والمحل الذي وقع فيه الاجتماع منزل وتسمى هذه الحضرة التي منها يكون الخطاب الإلهي لمن شاء من عباده حضرة اللسن ومنها كلم الله تعالى موسى ع ألا تراه تجلى له في صورة حاجته ومنها أعطى رسول الله ص جوامع الكلم فجمع له في هذه الحضرة صور العالم كلها فكان علم أسماء هذه الصور علم آدم ع وأعيانها لمحمد ص مع أسمائها التي أعطيت لآدم ع فإن آدم من الأولين الذين أعطى الله محمدا ص علمهم حين قال عن نفسه إنه أعطاه الله علم الأولين والآخرين ومنها آتي الله تعالى داود ع الحكمة وفصل الخطاب وجميع الصحف والكتب المنزلة من هذه الحضرة صدرت ومنها أملى الحق على القلم الأعلى ما سطره في اللوح المحفوظ وكلام العالم كله غيبه وشهادته من هذه الحضرة والكل كلام الله فإنها الحضرة الأولى فإن الممكنات أول ما لها من الله تعالى في إيجادها قول كن ففتق الأسماع من الممكنات هذا الخطاب وآخر دعواهم في الجنة الحمد لله رب العالمين عند قول الله لأهل الجنة رضائي عنكم فلا أسخط عليكم أبدا ولولا نفس الرحمن ما ظهرت أعيان الممكنات الكلمات واعلم أن الحركات كانت ما كانت لا تكون إلا من متحرك في شئ عن قصد من المحرك كان المحرك نفسه أو غيره فتحدث الصور عن حركته لا بل عن تحركه فيما تحرك فيه بحسب قصده فتتشكل الصور بحسب الموطن وبالقصد الذي كان من المحرك كالحروف في النفس الخارج من الإنسان إذا قصد إظهار حرف معين لإيجاد عينه في موطنه الذي هو له انفتحت صورة الحرف في ذلك الموطن فعين لذلك الحرف اسما يخصه يتميز به عن غيره إذا ذكر كما تتميز صورته عن صورة غيره إذا حضر وذلك بحسب امتداد النفس ثم إذا قصد إظهار كلمة في عينها قصد عند إظهار أعيان الحروف في نفسه إظهار حروف معينة لا يظهر غيرها فينضم في السمع بعضها إلى بعض فتحدث في السمع الكلمة وهي نسبة ضم تلك الحروف ما هي أمر زائد على الحروف إلا أنها نسبة جمعها فتعطي تلك الجمعية صورة لم تكن الحروف مع عدم هذه النسبة الجمعية تعطيها فهذا تركيب أعيان العالم المركب من بسائطه فلا تشهد العين إلا مركبا من بسائط والمركب ليس بأمر زائد على بسائطه إلا نسبة جمع البسائط وإنما ذكرنا هذا حتى تعلم أن ما تشهده العين والتركيب
(٥٢٤)