سابقته عين خاتمته لأنه ليس له في كونه غير زمان كونه خاصة ثم ينعدم لنفسه وإنما تتميز السابقة فيه من الخاتمة بالحكم فتحكم عليه بالوجود في السابقة وبالعدم في الخاتمة وفي عين سابقته عين خاتمته لأنه ليس له وجود في الزمان الثاني من زمان وجوده فافهم واعلم أن السالك إذا وصل إلى الباب الذي يصل إليه كل سالك بالاكتساب فأخر قدم في السلوك هو خاتمة السالكين ثم يفتح الباب وتخرج العطايا والمواهب الإلهية بحكم العناية والاختصاص لا بحكم الاكتساب وهذا الباب الإلهي قبول كله لا رد فيه البتة بخلاف أبواب المحدثات وفيه أقول كل باب إذا وصلت إليه * أمكن الرد والقبول جميعا غير باب الإله فهو قبول * للذي جاءه سميعا مطيعا والذي رد إذ تخيل فيه * أنه الباب خر ثم صريعا فيناديه ربه ليس بابي * إن بابي لمن يريد خشوعا لو تفطنت حين جئت إليه * كنت عاينت فيك أمرا بديعا أنت ما أنت لست أنت سوانا * فاسكب إن شئت للفراق دموعا ولما وصلت في جماعة الواصلين من أهل زماني إلى هذا الباب الإلهي وجدته مفتوحا ما عليه حاجب ولا بواب فوقفت عنده إلى أن خلع على خلعة الوارثة النبوية ورأيت خوخة مغلقة فأردت قرعها فقيل لي لا تقرع فإنها لا تفتح فقلت فلأي شئ وضعت قيل لي هذه الخوخة التي اختص بها الأنبياء والرسل ع ولما كمل الدين أغلقت ومن هذا الباب كانت تخلع على الأنبياء خلع الشرائع ثم إني التفت في الباب فرأيته جسما شفافا يكشف ما وراءه فرأيت ذلك الكشف عين الفهم الذي للورثة في الشرائع وما يؤدي إليه اجتهاد المجتهدين في الأحكام فلازمت تلك الخوخة والنظر فيما وراء ذلك الباب فجليت لي من خلفه صور المعلومات على ما هي عليه فذلك عين الفتح الذي يجده العلماء في بواطنهم ولا يعلمون من أين حصل لهم إلا إن كوشفوا على ما كشف لنا فالنبوة العامة لا تشريع معها النبوة الخاصة التي بابها تلك الخوخة هي نبوة الشرائع فبابها مغلق والعلم بما فيها محقق فلا رسول ولا نبي فشكرت الله على ما منح من المتن في السر والعلن فلما اطلعت من الباب الأول الذي يصل إليه السالكون الذي منه تخرج الخلع إليهم رأيت منه شكر الشاكرين كالصور التي تجلت لنا خلف الخوخة والظاهر من الشكر كالخوخة فلم أر شاكرا إلا لواحد من خلف الكلمات الظاهرة فلم أجد في تلك الحالة مساعد إلى على الشكر فقلت أخاطب ربي تعالى عز وجل إذا رمت شكرا لم أجد لك شاكرا * وإن أنا لم أشكر أكون كفورا سترت عقول الخلق بالسبب الذي * وضعت فلم آنس عليك غيورا وقد بلغت عنك التراجم غيرة * أمرت بها عبدا بتلك خبيرا لذلك لم تشهد ولم تك ظاهرا * ولو كنت مشهودا لكنت غفورا وقد قلت بالتلبيس في الملك الذي * بعثت شخيصا للأنام بصيرا وكيف لنا بالعلم والأمر لم يزل * على حالة الإمكان منك ظهيرا فكان محمد ص عين سابقة النبوة البشرية بقوله معرفا إيانا كنت نبيا وآدم بين الماء والطين وهو عين خاتم النبيين بقوله تعالى ولكن رسول الله وخاتم النبيين لما ادعى فيه أنه أبو زيد نفى الله تعالى عنه أن يكون أبا لأحد من رجالنا لرفع المناسبة وتمييز المرتبة ألا تراه ص ما عاش له ولد ذكر من ظهره تشرع تفأله لكونه سبق في علم الله أنه خاتم النبيين وقال ص إن الرسالة يعني البعثة إلى الناس بالتشريع لهم والنبوة قد انقطعت أي ما بقي من يشرع له من عند الله حكم يكون عليه ليس هو شرعنا الذي جئنا به فلا رسول بعدي يأتي بشرع يخالف شرعي إلى الناس ولا نبي يكون على شرع ينفرد به من عند ربه يكون عليه فصرح أنه خاتم نبوة التشريع ولو أراد غير ما ذكرناه لكان معارضا لقوله إن عيسى ع ينزل فينا حكما مقسطا يؤمنا بنا أي بالشرع الذي نحن عليه
(٥١٣)