ليس الإعدام وإنما هو انتقال من حال إلى حال فمتعلق القدرة ظهور المحكوم عليه بالحال التي انتقل إليها فأوجدت القدرة له ذلك الحال فما تعلقت إلا بالإيجاد والأمر الآخر إن وصفه بالاقتدار على الذهاب أي لا مكره له على إبقائه في الوجود فإن وجود عين القائم بنفسه أعني بقاءه إنما هو مشروط بشرط بوجود ذلك الشرط يبقى الوجود عليه وذلك الشرط يمده الله به في كل زمان وله أن يمنع وجود ذلك الشرط ولا بقاء للمشروط إلا به فلم يوجد الشرط فانعدم المشروط وهذا الإمساك ليس من متعلق القدرة وقد وصف نفسه بالقدرة على ذلك فلم يبق إلا فرض المنازع الذي يريد بقاءه فهو قادر على دفعه لما لم يرد الله بقاءه فيقهر المنازع فلا يبقى ما أراد المنازع بقاءه والقهر حكم من أحكام الاقتدار ولما علمنا هذا وتقرر لدينا علمنا من تقدم وحكمه ومن تأخر وحكمه كما قدمنا إن الشئ يكون متقدما من وجه متأخرا من وجه وفي هذا المنزل من العلوم علم المثلثات الواقعة في الوجود ومن أين أصلها وما يتصل منها وما ينفصل وفيه علم مناسبة القرآن للكتاب وكون التوراة وغيرها كتابا وليست بقرآن وفيه علم تقليل النظير في المحمود والمذموم وفيه علم حكمة السبب في وجود ما لا يوجد إلا بسبب هل يجوز وجوده بغير سبب أم لا عقلا وفيه علم تهيؤ القوابل بذاتها لما يرد عليها مما تقبله وفيه ترك الإهمال من ترك ما يترك لمنفعة وكله ترك وفيه علم تأخير الوعيد ممن لا مانع له فهل ذلك لمانع لا يمكن رفعه أو هل هو عن اختيار إن صح وجود الإنسان في العالم فإنه ليس له مستند وجودي في الحق وإنما هو أمر متوهم ذكرناه في الباب الذي يليه هذا الباب فقد تقدم وفيه علم الآجال في الأشياء والترتيب في الإيجاد مع تهيؤ الممكنات لقبول الإيجاد فما الذي أخرها والفيض الإلهي غير ممنوع والقوابل مهياة للقبول والتأخير والتقديم مشهود فلما ذا يرجع فلا بد في هذا الموطن من حكم يسمى المشيئة ولا بد ولا يمكن رفع هذا الحكم بوجه من الوجوه وفيه علم ما ستر عن العالم أن يعلمه هل ينقسم إلى ما لا يزال مستورا عنه فلا يعلمه أبدا وإلى ما يعلمه برفع الستور وهل علم ما لا يرفع ستره ممكن أن يعلم لو رفع الستر أو ستره عينه فلا يمكن أن يعلم لذاته وفيه علم سبب طلب البينة من المدعي اسم فاعل وقبول الطالب لذلك شهادة البينة من غير حكم الحاكم ولا يكون ذلك حتى يتذكر المدعي عليه بشهادة البينة فهل قبوله شهادتهم للذكرى أم لأمر آخر وهو عدم التهمة لهم فيما شهدوا به وجوزوا النسيان منه لما شهدوا به عليه وذلك لإنصافهم وفيه علم تأخير البيان عند الحاجة مع التمكن منه لا يجوز وفيه علم إقامة الجماعة مقام الواحد وإقامة الواحد مقام الجماعة وفيه علم رد الدلائل للأغراض النفسية هل يكون ردها عن خلل عنده في كون تلك الدلائل كما هي في نفسها صحيحة أو لا عن خلل وفيه علم من حفظ من العالم وبما ذا حفظ وممن حفظ ولما ذا حفظ وفيه علم ما تحوي عليه الأرض من الكنوز وما يظهر عليها مما يخرج منها أنه على حد معلوم لا يقبل الزيادة والنقص وفيه علم رزق العالم بعضه بعضا وفيه علم ترك الادخار من صفة أهل الله الذاكرين منهم وفيه علم نش ء الحيوان على اختلاف أنواعه وفيما ذا يشترك وبما ذا يتميز صنف عن صنف وفيه علم التعريف الإلهي من شاء الله من عباده وفيه علم سبب سجود الملائكة لآدم إنما كان لأجل الصورة لا لأن علمهم الأسماء فأمروا بالسجود قبل أن يعرفوا فضله عليهم بما علمه الله من الأسماء ولو كان السجود بعد ظهوره بالعلم ما أبى إبليس ولا قال أنا خير منه ولا استكبر عليه ولهذا قال أأسجد لمن خلقت طينا وقال خلقتني من نار وخلقته من طين ثم بعد ذلك أعلم الله الملائكة بخلافته فقالوا ما أخبر الله عنهم ولهذا قال تعالى في بعض ما كرره من قصته وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فأتى بالماضي من الأفعال وبأداة إذ وهي لما مضى من الزمان فاجعل بالك لهذه المسألة لتعلم فضل آدم بعلمه على فضله بالسجود له لمجرد ذاته ولما ذا نهي في الشرع أن يسجد إنسان لإنسان فإنه سجود الشئ لنفسه فإنه مثله من جميع وجوهه والشئ لا يخضع لنفسه ولهذا لما سئل ص في الرجل إذا لقي الرجل أينحني له قال لا قيل له أيصافحه قال نعم وفيه علم ما السبب في عداوة الأمثال هل لكون المثلين ضدين أو لأمر آخر وفيه علم ما جهل الأعلى من الأدنى حين افتخر عليه وما له شرف إلا به فإنه لولا الأدنى ما ظهر فضل الأعلى فأي فائدة لافتخاره والحال يشهد له بذلك ولم يكتف ولهذا قال ص أنا سيد ولد آدم ولا فخر أي ما قصدت الفخر عليكم بذلك فإنه معلوم بالمقام والحال أنه سيد الناس وفيه علم حكمة من
(٣٦٦)