الكامل والحق في ليس كمثله شئ إلا قبوله لجميع الأسماء الإلهية التي بأيدينا وبها صحت خلافته وفضل على الملائكة فالخليفة إن لم يظهر فيمن هو خليفة عليه بأحكام من استخلفه وصورته في التصرف فيه وإلا فما هو خليفة له كما أن الخليفة قد استخلف من استخلفه في ماله وجميع أحواله لما اتخذه وكيلا فهو فيما استخلفه الحق فيه من التصرف في المستخلف عليه لا يتصرف إلا بنظر وكيله فهو المستخلف بالمستخلف فاستخلاف العبد ربه لما اتخذه وكيلا خلافة مطلقة ووكالة مفوضة دورية واستخلاف الرب عبده خلافة مقيدة بحسب ما تعطيه ذاته ونشأته يقول النبي ص لربه عز وجل لما سافر أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل فسماه خليفة والله تعالى قد أقسم بكل معلوم من موجود ومعدوم فقال فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون فأقسم بنفسه وبجميع المعلومات فهل لنا أن نقسم بما أقسم الله تعالى به أو محجور علينا ذلك فلا نكون إذا خلفاء فيما هو محجور علينا والمقسم به قد يقسم بالأمر مضافا أو مفردا فالمفرد والله لأفعلن كذا والمضاف مثل قول عائشة رضي الله عنها في قسمها ورب محمد فدخل المضاف في المضاف إليه في الذكر بالقسم فعلى هذا الحد يقسم الإنسان الكامل يكل معلوم سواء ذكر الاسم أو لم يذكره وهو بعض تأويلات وجوه قسم الله بالأشياء في مثل قوله تعالى والشمس والضحى والليل والتين يريد ورب الشمس ورب الضحى ورب التين فما أقسم إلا بنفسه فلا قسم إلا بالله وما عدا ذلك من الأقسام فهو ساقط ما ينعقد به يمين في المقسوم عليه ولهذا قال تعالى لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم واللغو الساقط فمعناه لا يؤاخذكم الله بالإيمان التي أسقط الكفارة فيها إذا حنثتم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان فلما سقط العقد بالقلب عند اليمين سقطت الكفارة إذا وقع الحنث ولا خلاف بين العلماء أن الكفارة في الايمان المذكورة في القرآن أنها في اليمين بالله لا بغيره وجاء بالإيمان معرفة بالإضافة والألف واللام وقد صح عن النبي ص النهي عن اليمين بغير الله فالخليفة ينبغي له أن يكون مع إرادة من استخلفه فيما استخلفه فيه فإن الله يقول والله غالب على أمره والصورة قد تكون في اللسان الأمر والشأن فقوله إن الله خلق آدم على صورته أي على أمره وشأنه فالله غالب على أمره أي على من أظهره بصورته أي بأمره فإن له حكم العزل فيه مع بقاء نشأته فيدلك ذلك على أنه ما أراد بالصورة النشأة وإنما أراد الأمر والحكم فالعالم لا يعدل عن سنن العلم ومراد الله في الأشياء وهذا الأمر وحده على الاختصاص من آثار الجوزاء خاصة وهي برج هوائي فطابق الأمر قول النبي ص إن الرب كان في عماء بالمد والهمزة وهو السحاب الرقيق ما فوقه هواء وما تحته هواء فنفى عن هذا العماء إحاطة الهواء به وما تعرض لنفي الهواء فالأمر لله فليست نسبة العماء إليه بأولى من نسبة الهواء فنفى الإحاطة الهوائية بهذا العماء لا بد فيه من نفي المجموع لا الجميع وقد بينا في النفس الرحماني حديث العماء والجوزاء بين الماء والتراب لأنها بين الثور والسرطان كآدم بين الماء والطين ولهذا كان حكم الهواء أعم من سائر الأركان لأنه يتخلل كل شئ وله في كل شئ سلطان فيزلزل الأرض ويموج الماء ويجريه ويوقد النار وبه حياة كل نفس متنفس وله الانتاج في الأشجار وهو الرياح اللواقح فهذا الأثر الثاني من الأقسام الاثني عشر وأما الأثر الثالث وهو ما يظهر في العالم مما يمكن أن يستغني عنه وإنما ظهر مع الاستغناء عنه لتظهر مرتبة قوة الاثنين لئلا يقال ما في الوجود إلا الله مع ظهور الممكنات والمخلوقين فيعلم إن الله غني عن العالمين مع وجود العالمين والاستغناء عنه معقول فجاء في العالم هذا الأمر الذي يمكن أن يستغني عنه مع وجوده لبيان غنى الحق عن العالم فما جعله الله في العالم عبثا فأعطى وجوده مع الاستغناء عنه هذا العلم وهو علم نافع وله نظم خاص يشبه نظم ما لا يستغني عنه مثل وجود الولد عن النكاح وهو مستغني عنه دليلنا نكاح أهل الجنة في الجنة ونكاح العقيم وأما الأثر الرابع فكقوله ص لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله الله فأتى به مرتين ولم يكتف بواحدة وأثبت بذلك أنه ذكر على الانفراد ولم ينعته بشئ وسكن الهاء من الاسم وهو تفسير لقوله تعالى اذكروا الله ذكرا كثيرا وهو تكرار هذا الاسم وقوله ولذكر الله أكبر ولم يذكر إلا الاسم الله خاصة وهو مأمور من الله أن يبين للناس ما نزل إليهم فلو لا إن قول الإنسان الله الله له حفظ العالم الذي يكون فيه هذا الذكر لم
(٢٩٩)