فيرميني بأسهمه فآتي * إليه فعل ذكران الرجال وقفت ببابه أشكو وأبكي * بكاء فقيد واحدة الموالي وقلت بعبرة وحنين شجو * أنا المطرود من بين الموالي أنا العبد المضيع حق ربي * فكيف تضيعني يا ذا الجلال وإن مكارم الأخلاق منكم * وإن العفو من كرم الخلال وهل نشرت لجالينوس كتب * لغير إزالة الداء العضال ويدخر المقوم من سهام * حذار كريهة يوم النضال إذا كان العبيد عبيد سوء * فإن الفضل من شيم الموالي وعهدي باقتحام عقاب نفسي * فكيف وقفت دونك في ضلال لو استنطقت عن عجزي وضعفي * لقلت فرضتم عين المحال وها أنا واقف في حال عجزي * ضعيف مثل ربات الحجال بعثت إليه حسن الظن مني * وإلحافا عظيما في السؤال وإن كان الطباع طباع سوء * فحسن الظن من كرم الخصال وجودك قد تحققه رجائي * وبعد تحققي ما أن أبالي علمت بأن ذنبي لو تعالى * لكان بجنب عفوك في سفال بلطفك قبل علمي كنت تاجا * فبعد العلم الحق بالنعال لقد أيدتني وشددت أزري * بتوحيد يجل عن المقال بواقية الوليد مننت ربي * طردت بها القبيح من الفعال أعاين ما أعاين من جمال * تقدس عن مكاشفة الخيال وعن صور مقيدة تعالى * عن المثل المحقق في المثالي فأشهده ويشهدني فأفنى * كمال في كمال في كمال ويأخذني لمشهده ارتياح * كما نشط الأسير من العقال فما يلتذ بالحسنى سوائي * لحسن عناية وصلاح بال رأيت أهلة طلعت شموسا * وأين الشمس من نور الهلال فنفرت الظلام فلا ظلام * ولا ليل إلى يوم انفصال سلخت عناية من ليل جسمي * كما سلخ النهار من الليالي فكان المحو إثبات انفصال * وكان النور آيات اتصالي وبعد الوصل فاستمعوا مقالي * دعاني للسجود مع الظلال وإن وليك لما أراد النهوض في طريقه والنفوذ إلى ما كان عليه في تحقيقه اعترضت لوليك عقبة كؤود حالت بينه وبين الشهود والبلوع إلى المقصود والتحقق بحقائق الوجود فخفت إن تكون عقبة القضاء لما لسيفه من المضا فرأيتها صعبة المرتقى حائلة بيني وبين ما أريده من اللقاء فوقفت دونها في ليلة لا طلوع لفجرها ولا أعرف ما في طيها من أمرها فطلبت حبل الاعتصام والتمسك بالعروة الوثقى عروة الإسلام فنوديت أن ألزم الطلب ما بقيت فعلمت أني بهذا الخطاب في صورة مثالية متجلية في حضرة خيالية وأن علاقة تدبير الهيكل ما انقطع وحكمه فيه ما ارتفع فاستبشرت بزوال إفلاسي عند رجعتي إلى احساسي فنظمت ما شهدت وخاطبت وليي في
(١١٣)