السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٦٤
عنه فذكرت عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فمكثت ثم إنهم تفرقوا عنه صلى الله عليه وسلم فسمعتهم يقولون يا رسول الله إن شفتنا أي أرضنا التي نذهب إليها بعيدة ونحن منطلقون فزودونا أي لأنفسنا ودوابنا ولعله كان نفد زادهم وزاد دوابهم فقال كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في يد أحدكم أوفر ما كان لحما رواه مسلم وفى رواية إلا وجد عليه لحمه الذي كان عليه يوم أكل وكل بعر علف دوابكم وعن ابن مسعود رضى الله تعالى عنه أنهم لما سألوه صلى الله عليه وسلم الزاد قال لهم لكم كل عظم عراق ولكم كل روثة خضرة والعراق بضم العين وفتح الراء جمع عرق بفتح العين وسكون الراء العظم الذي أخذ عنه اللحم وقيل الذي أخذ عنه معظم اللحم قلت يا رسول الله وما يغنى ذلك عنهم أي عن أنفسهم وعن دوابهم بدليل قوله فقال إنهم لا يجدون عظما إلا وجدوا عليه لحمه يوم أكل ولا روثة إلا وجدوا فيها حبها يوم أكلت وفى رواية وجدوه أي الروث والبعر شعيرا فهذه الرواية تدل على أن الروثة مطعوم دوابهم ويوافقه ما جاء أن الشعير يعود خضرا لدوابهم ويحتاج للجمع بين كون الروث كالبعر يعود حبا يوم أكل وبين كونه يعود شعيرا وبين كونه يعود خضرا هذا وفى رواية لأبى نعيم أن الروث يعود لهم تمرا وهى تدل على أن الروث من مطعومهم ويحتاج إلى الجمع وجمع ابن حجر الهيتمي بأن الروث يكون تارة علفا لدوابهم وتارة يكون طعاما لهم أنفسهم أي وفى لفظ سألوني المتاع فمتعتهم كل عظم حائل وكل روثة وبعرة والحائل البالي بمرور الزمن لأنه لم يخرج بذلك عن كونه مطعوما كما يخرج بذلك عن كونه مطعوما لهم لهم لو حرق وصار فحما ولعل الغرض من ذكر الحائل الإشارة إلى أن زادهم العظم ولو كان حائلا لا أنه لم يمنعهم إلا الحائل وقوله إلا وجدوا عليه لحمه يوم أكل يدل على أن المراد عظم المذكاة وبدليل ذكر اسم الله تعالى عليه فلا يأكلون مالم يذكر اسم الله تعالى عليه من عظم أي وكذا من طعام الإنس سرقة كما جاء في بعض الأخبار هذا ولكن في رواية أبى داود كل عظم لم يذكر اسم الله تعالى عليه قال السهيلي وأكثر الأحاديث تدل على معنى رواية أبى داود وقال بعض العلماء رواية ذكر اسم الله عليه في الجن المؤمنين ورواية لم يذكر اسم الله تعالى عليه في حق الشياطين منهم وهذا قول صحيح يعضده الأحاديث هذا
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»