٥ - ثم هناك حسدهم للعرب أن يكون النبي الذي تعد به توراتهم منهم، وليس إسرائيليا، وقد أشار إلى ذلك تعالى فقال:
﴿ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم، وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا، فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به، فلعنة الله على الكافرين. بئسما اشتروا به أنفسهم: أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده، فباؤا بغضب على غضب، وللكافرين عذاب مهين﴾ (١).
ولعل هذا هو السر في أنهم - حسبما يقوله البعض - حينما طلب النبي (ص) منهم أن يدخلوا في الاسلام امتعضوا، وأخذوا يخاصمون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (٢).
٦ - لقد عز عليهم وأرهبهم: ما رأوه من قدرة الاسلام على توحيد أهل المدينة: الأوس والخزرج، الذين كانوا إلى هذا الوقت أعداء يسفك بعضهم دماء بعض، قال تعالى: ﴿وألف بين قلوبهم، لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم، ولكن الله ألف بينهم، انه عزيز حكيم﴾ (3).
7 - ثم إنهم قد رأوا: أن هذا الدين يبطل مزاعمهم، ويقضي على اليهودية، وعلى أحلام بني إسرائيل وقد أبطل اسطورتهم في دعواهم التفوق العلمي، وأظهر كذبهم في موارد كثيرة، وتبين لهم: أن الاسلام يعلو ولا يعلى عليه.
أضف إلى ذلك: أنه قد ظهر أن نبي الاسلام أفضل من موسى (عليه