رجالا من أهل الجاهلية باعوا يهودا بضاعة، ثم أسلموا وطلبوا من اليهود دفع الثمن فقالوا: ليس علينا أمانة، ولا قضاء عندنا، لأنكم تركتم دينكم الذي كنت عليه، وادعوا: أنهم وجدوا ذلك في كتابهم.
فجاء في الآية المباركة الرد عليهم: ﴿ومن أهل الكتاب من أن تأمنه بقنطار يؤده إليك، ومنهم من أن تأمنه بدينار لا يؤده إليك، الا ما دمت عليه قائما، ذلك بأنهم قالوا: ليس علينا في الأميين سبيل، ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون﴾ (١).
وأيضا فقد رفض رؤساء اليهود أن يقرضوا المسلمين مالا في أول عهدهم في المدينة، وقد كانوا في ضنك شديد، فالمهاجرون فقراء لا مال لهم، والذين دخلوا في الاسلام من أهل المدينة لم يكونوا على سعة من الرزق.
وقد أجابوا رسول الله حينما طلب منهم القرض بقولهم: أحتاج ربكم أن نمده؟ فنزل قوله تعالى: ﴿لقد سمع الله قول الذين قالوا: إن الله فقير ونحن أغنياء، سنكتب ما قالوا﴾ (2).
4 - ممالأة أعداء الاسلام ومساعدتهم بكل ما أمكنهم، ولو بالتجسس، وبغير ذلك من وسائل.
5 - محاربة الاسلام أيضا: عن طريق إثارة الفتن بين المسلمين، ولا سيما بين الأوس والخزرج، وبين المسلمين والمشركين.
ونذكر هنا على سبيل المثال قضية شاس بن قيس، الذي حاول تذكير الأوس والخزرج بأيام الجاهلية، وإثارة الإحن القديمة في نفوسهم، فتثاور الفريقان، حتى تواعدوا أن يجتمعوا في الظاهرة لتصفية الحسابات،