ولا يجب أن نعجب أيضا إذا رأينا: أن الشيوعية، وهي التفكير الداعي إلى اعتبار المادة هي أساس الكون والحياة، وهي المحرك، والمنطلق، وهي الغاية، واليها ستكون النهاية، وهي المعيار والمقياس الذي لابد وأن يهيمن على كل شؤون الحياة والانسان والكون، وكل نظمه وقوانينه، وعلاقاته. نعم، لاعجب إذا رأينا: أن هذا التفكير يبدأ من اليهود، واليهم ينتهي (١).
٣ - أكثر اليهود لا يؤمنون بالبعث:
واليهود يكره الموت، وهو يتمنى لو يعمر ألف سنة، قال تعالى:
(ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ﴿٢)، ومن الذين أشركوا، يود أحدهم لو يعمر ألف سنة﴾ (3).
ولعل سر ذلك يعود إلى أن توراة اليهود المحرفة الحاضرة لم تشر بشكل واضح إلى البعث والقيامة، وانما ورد حديث عن الأرض السفلى، والجب التي يهوى إليها العصاة، ولا يعودون (وان الذي ينزل إلى الهاوية لا يصعد).
ويقول البعض: ان الكتاب المقدس نفسه يعد الحياة الدنيا وحدها هي عالم الانسان، وليس هناك اعتقاد بعد ذلك في بعث وجنة أو نار، وثوابهم وعقابهم مقصوران على الحياة الدنيا.