أحد. أوليس قد جهزت قريش جيشا مؤلفا من ثلاثة أو خمسة آلاف مقاتل معهم ثلاثة آلاف بعير، ومئة فرس، وسبعمائة دارع بخمسة وعشرين ألف دينار (1)؟!. أي بما يساوي ثلث المبلغ الذي يدعى أن طلحة قد أنفقه؟
وعلى أبعد الأقوال: انها أنفقت خمس مئة ألف درهم.
ومن الواضح أن سبعمائة ألف درهم في تلك الأيام تعدل ميزانية دولة بكاملها.
وكيف نصدق ذلك، ونحن نرى ابن سعد يروي في الطبقات عن أنس: أن أبا بكر استعمله على الصدقة، فقدم وقد مات أبو بكر، فقال عمر (رض): يا أنس، أجئتنا بالظهر؟
قلت: نعم.
قال: جئتنا بالظهر، والمال لك.
قلت: هو أكثر من ذلك. قال: وإن كان هو لك.
وكان المال أربعة آلاف فكنت أكثر أهل المدينة مالا (2).
فإذا كان أنس أغنى أهل المدينة بالأربعة آلاف، وذلك في زمان عمر، الذي اتسع فيه الامر على الناس، وحصلوا على الأموال الكثيرة.
فهل يمكن أن نصدق أن مهاجريا قدم المدينة بلا مال، يصير من الثراء بحيث يبذل سبعمائة ألف درهم بعد فترة وجيزة جدا من قدومه؟!.
ولا سيما في وقت كان يعاني فيه المسلمون صعوبات جمة، حتى أن النبي (ص) كان يربط الحجر على بطنه من الجوع (راجع حديث الغار، حين البحث في ثروة أبي بكر).