بوجهه وحديثه على أشر القوم، يتألفهم بذلك، حتى أن عمرو بن العاص ظن بنفسه أنه خير القوم. ثم صار يسأل النبي (ص) عن المفاضلة بين نفسه وغيره، فلما عرف: أنهم أفضل منه، قال: (فلوددت أني لم أكن سألته) (1).
3 - ان سكوته (ص) عن المنافقين، وقبولهم كأعضاء في المجتمع الاسلامي، انما يريد به المحافظة على من أسلم من أبنائهم، وإخوانهم، وآبائهم، وأقاربهم، حتى لا تنشأ المشاكل العائلية الحادة فيما بينهم، ولا يتعرض المسلمون منهم للعقد النفسية، والمشكلات الاجتماعية، التي ربما تؤثر على صمودهم واستمرارهم.
4 - وكذلك، فان اتخاذ أي اجراء ضد المنافقين، لربما يكون سببا في تقليل اقبال الناس على الاسلام، وعدم وثوقهم بمصيرهم، وما سوف يؤول إليه أمرهم معه فيه، ولا سيما إذا لم يستطيعوا أن يتفهموا سر ذلك الاجراء، ولا أن يطلعوا على أبعاده وخلفياته.
ولسوف يأتي: أن سبب اظهار وحشي للاسلام، هو أنه كان معروفا عن النبي (ص): أنه كان لا يتعرض لمن يظهر الاسلام بشئ يسوءه.
5 - ان اتخاذ أي اجراء ضد المنافقين معناه: فتح جبهة جديدة، كان بالامكان تجنبها، واضطرار هؤلاء الساكتين ظاهرا، انصياعا لظروفهم، إلى المجاهرة بالعداء، والاعلان بالتحدي، وهم عدو داخلي كثير العدد، وخطير جدا، يعرف مواضع الضعف، ومواضع القوة، ويكون بذلك قد أعطاهم المبرر للانضمام إلى الأعداء، العاملين ضد الاسلام والمسلمين.
وواضح أن تصرفا كهذا ليس من الحكمة ولا من الحنكة في شئ،