المتتبع في السيرة النبوية.
وقد أشار الله تعالى إلى الأثر السئ لمواقف المنافقين في العديد من الآيات، فهو تعالى يقول: (لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا (١).
ويعطي قاعدة عامة في التعامل مع غير المؤمنين، فيقول: ﴿ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار﴾ (٢) إلى غير ذلك مما لا مجال لتتبعه.
وبعد هذا، فإننا نعرف عدم صحة ما روي عن الزهري، قال: (كان يهود يغزون مع النبي (ص)، فيسهم لهم كسهام المسلمين) (٣).
وما ذلك الا لأنه قد ﴿زين للذين كفروا الحياة الدنيا، ويسخرون من الذين آمنوا﴾ (٤)، ولان: ﴿الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله، والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت﴾ (5). ومن هذا المنطلق، قال ابن أبي هنا: ما ندري علام نقتل أنفسنا وأولادنا؟.
ومن جهة ثانية، فان المنافقين واليهود كانوا يلتقون مع المشركين في الهدف مرحليا، لانهم جميعا لا يستطيعون أن يروا انتصار الاسلام والمسلمين في المنطقة، لانهم - وهم الذين لأهم لهم الا الدنيا - يرون ذلك يضر بمصالحهم، وبموقعهم السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي في المنطقة.