منتهى الدراية - السيد محمد جعفر الشوشتري - ج ٣ - الصفحة ٢٥١
الصحة في العبادة والمعاملة لا تختلف، بل فيهما (1) بمعنى واحد و هو التمامية [1] وانما الاختلاف فيما هو المرغوب منهما من (2) الآثار التي بالقياس عليها تتصف (3) بالتمامية وعدمها.
وهكذا [2] 4 الاختلاف بين الفقيه والمتكلم في صحة العبادة
____________________
والنظر تصح دعوى اتحاد الصحة مفهوما في العبادات والمعاملات، بأن يقال:
ان مفهومهما مطلقا التمامية.
(1) أي: في العبادة والمعاملة.
(2) بيان ل (ما) في قوله: (فيما هو المرغوب)، وضمير (منهما) راجع إلى العبادة والمعاملة.
(3) أي: العبادة والمعاملة، والصواب (تتصفان) بالتثنية كما لا يخفى، وضمير (عليها) راجع إلى الآثار، والأولى تبديل (عليها) ب (إليها).
(4) هذا هو الامر الثاني الذي تعرض له المصنف (قده) في الامر السادس، وغرضه من قوله: (وهكذا الاختلاف) التعريض بمن نسب الاختلاف إلى الفقهاء والمتكلمين في معنى الصحة، قال المحقق القمي (قده) في القوانين:

[1] لا يخفى أن التمامية التي هي معنى الصحة عبارة عن واجدية الشئ لجميع ما يعتبر فيه شطرا وشرطا، ويقابلها الفساد الذي هو فاقديته لبعض ما يعتبر فيه.
وعلى هذا التفسير للصحة لا دخل للآثار في اتصاف الشئ بالصحة، ضرورة أن الآثار خارجة عنه، ومن لوازم التمامية، فكيف يناط الاتصاف بالصحة بالآثار، بل تقاس الصحة بالإضافة إلى ما يعتبر في الشئ جزا أو شرطا، فعبارة المتن (بالقياس عليها تتصف بالتمامية) لا تخلو عن المسامحة.
[2] بل يمكن أن لا يكون بين الفقيه والمتكلم اختلاف أصلا، لا في المفهوم
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست