" أن ثلاثين شابا من المشركين خرجوا يوم الحديبية على المسلمين في السلاح فثاروا في وجوههم، فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخذ الله بأسماعهم. ولفظ الحاكم بأبصارهم، فقام إليهم المسلمون فأخذوهم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هل جئتم في عهد أحد، أو هل جعل لكم أحد أمانا؟ فقالوا لا، فخلى سبيلهم فنزلت هذه الآية ".
الفتح (25 - 29) قوله (هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام) يعني كفار مكة، ومعنى صدهم عن المسجد الحرام:
أنهم منعوهم أن يطوفوا به ويحلوا عن عمرتهم (والهدى معكوفا) قرأ الجمهور بنصب " الهدى " عطفا على الضمير المنصوب في صدوكم، وقرأ أبو عمرو في رواية عنه بالجر عطفا على المسجد، ولا بد من تقدير مضاف: أي عن نحر الهدى، وقرئ بالرفع على تقدير وصد الهدى وقرأ الجمهور بفتح الهاء من الهدى وسكون الدال، وروى عن أبي عمرو وعاصم بكسر الدال وتشديد الياء: وانتصاب معكوفا على الحال من الهدى: أي محبوسا. قال الجوهري عكفه: أي حبسه ووقفه، ومنه (والهدى معكوفا) ومنه الاعتكاف في المسجد وهو الاحتباس.
وقال أبو عمرو بن العلاء: معكوفا مجموعا، وقوله (أن يبلغ محله) أي عن أن يبلغ محله، أو هو مفعول لأجله،