قال النحاس: ورأيت علي بن سليمان يتعجب من قراءة الكسائي بضم السين مع علمه بالعربية، وهذا لحن لا يجوز، ومعنى الآية كما مر في قوله (فأما الذين شقوا). قوله (إلا ما شاء ربك) قد عرف من الأقوال المتقدمة ما يصلح لحمل هذا الاستثناء عليه (عطاء غير مجذوذ) أي يعطيهم الله عطاء غير مجذوذ. والمجذوذ: المقطوع، من جذه يجذه إذا قطعه، والمعنى: أنه ممتد إلى غير نهاية.
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله (يقدم قومه يوم القيامة) يقول:
أضلهم فأوردهم النار. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال: فرعون يمضي بين أيدي قومه حتى يهجم بهم على النار. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله (فأوردهم النار) قال: الورود الدخول. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (بئس الرفد المرفود) قال: لعنة الدنيا والآخرة. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه (منها قائم وحصيد) يعني قرى عامرة وقرى خامدة. وأخرج أبو الشيخ عن قتادة: منها قائم يرى مكانه، وحصيد لا يرى لي أثر. وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج: منها قائم خاو على عروشه، وحصيد ملصق بالأرض. وأخرج أبو الشيخ عن أبي عاصم (فما أغنت عنهم) قال: ما نفعت. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عمر في قوله (وما زادوهم غير تتبيب) أي هلكة. وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد قال: تخسير. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة معناه. وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إن الله سبحانه وتعالى ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد) ". وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله (إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة) يقول:
إنا سوف نفي لهم بما وعدناهم في الآخرة كما وفينا للأنبياء أنا ننصرهم. وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله (ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود) قال: يوم القيامة. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد مثله. وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج في قوله (يوم يأت) قال: ذلك اليوم. وأخرج الترمذي وحسنه وأبو يعلي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عمر بن الخطاب قال: " لما نزلت (فمنهم شقي وسعيد) قلت: يا رسول الله فعلام نعمل على شئ قد فرغ منه، أو على شئ لم يفرغ منه؟ قال:
بل على شئ قد فرغ منه وجرت به الأقلام يا عمر، ولكن كل ميسر لما خلق له ". وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال: هاتان من المخبآت قول الله - فمنهم شقي وسعيد - و - يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا - أما قوله (فمنهم شقي وسعيد) فهم قوم من أهل الكتاب من أهل هذه القبلة يعذبهم الله بالنار ما شاء بذنوبهم، ثم يأذن في الشفاعة لهم فيشفع لهم المؤمنون فيخرجهم من النار فيدخلهم الجنة، فسماهم أشقياء حين عذبهم في النار (وأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك) حين أذن في الشفاعة لهم وأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة وهم هم (وأما الذين سعدوا) يعني بعد الشقاء الذي كانوا فيه (ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك) يعني الذين كانوا في النار. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن قتادة أنه تلا هذه الآية (فأما الذين شقوا) فقال:
حدثنا أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال " يخرج قوم من النار ولا نقول كما قال أهل حروراء:
إن من دخلها بقي فيها ". وأخرج ابن مردويه عن جابر قال: " قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (فأما الذين شقوا) إلى قوله (إلا ما شاء ربك) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن شاء الله أن يخرج أناسا من