وهم يجحدون بآيات الله ويكذبون رسله. وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير في قوله (وهم يصدون عن المسجد الحرام) أي من آمن بالله وعبده، أنت ومن اتبعك (وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون) الذين يخرجون منه ويقيمون الصلاة عنده: أي أنت ومن آمن بك. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله (إن أولياؤه إلا المتقون) قال: من كانوا حيث كانوا. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير قال: كانت قريش يعارضون النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الطواف ويستهزئون ويصفرون ويصفقون، فنزلت (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية). وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والضياء عن ابن عباس قال: كانت قريش يطوفون بالكعبة عراة تصفر وتصفق، فأنزل الله (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) قال: والمكاء الصفير، إنما شبهوا بصفير الطير، وتصدية: التصفيق وأنزل الله فيهم - قل من حرم زينة الله - الآية. وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس نحوه. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عنه نحوه أيضا. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عمر قال: المكاء الصفير. والتصدية التصفيق. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد: قال: المكاء إدخال أصابعهم في أفواههم، والتصدية الصفير، يخلطون بذلك كله على محمد صلى الله عليه وآله وسلم صلاته. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي: قال: المكاء الصفير على نحو طير أبيض يقال له المكاء يكون بأرض الحجاز، والتصدية التصفيق. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد ابن جبير في قوله (إلا مكاء) قال: كانوا يشبكون أصابعهم ويصفرون فيهن (وتصدية) قال: صدهم الناس.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال: كان المشركون يطوفون بالبيت على الشمال، وهو قوله (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) فالمكاء مثل نفخ البوق، والتصدية طوافهم على الشمال. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك في قوله (فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) قال: يعني أهل بدر عذبهم الله بالقتل والأسر. وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل كلهم من طريقه: قال: حدثني الزهري ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة والحسين بن عبد الرحمن بن عمرو قالوا: لما أصيبت قريش يوم بدر ورجع فلهم إلى مكة ورجع أبو سفيان بعيره، مشى عبد الله بن أبي ربيعة وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية في رجال من قريش أصيب آباؤهم وأبناؤهم، فكلموا أبا سفيان ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة فقالوا: يا معشر قريش إن محمدا قد وتركم وقتل خياركم، فأعينوا بهذا المال على حربه فلعلنا أن ندرك منه ثارا، ففعلوا، ففيهم كما ذكر ابن عباس أنزل الله (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله) إلى (والذين كفروا إلى جهنم يحشرون). وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في أبي سفيان بن حرب. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد نحوه. وأخرج هؤلاء وغيرهم عن سعيد بن جبير نحوه. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحكم بن عتيبة في الآية قال: نزلت في أبي سفيان أنفق على مشركي قريش يوم أحد أربعين أوقية من ذهب وكانت الوقية يومئذ اثنين وأربعين مثقالا من ذهب. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن شمر بن عطية في قوله ليميز الله الخبيث من الطيب) قال: يميز يوم القيامة ما كان من عمل صالح في الدنيا، ثم تؤخذ الدنيا بأسرها فتلقى في جهنم. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله (فيركمه جميعا) قال: يجمعه جميعا.