(116) حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الملك عن أبي الزبير عن جابر قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتي البراز حتى يتغيب، فلا يرى، فنزلنا بفلاة من الأرض ليس فيها شجرة ولا علم فقال: يا جابر!
انطلق إلى هذه الشجرة فقل لها: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلحقي بصاحبتك حتى أجلس خلفكما، فرجعت إليها فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفهما، ثم رجعتا إلى مكانهما، فركبنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم: بيننا كأنما على رؤوسنا الطير تظلنا، فعرضت لنا امرأة معها صبي لها فقالت: يا رسول الله إن ابني هذا يأخذه الشيطان كل يوم مرارا، فوقف بها تناول الصبي فجعله بينه وبين مقدم الرحل ثم قال: اخسأ عدو الله، أنا رسول الله - ثلاثا، ثم دفعه إليها، فلما قضينا سفرنا مررنا بذلك الموضع فعرضت لنا المرأة معها صبيها ومعها كبشان تسوقهما، فقالت: يا رسول الله! اقبل مني هديتي، فوالذي بعثك بالحق، ما عاد إليه بعد، فقال: خذوا منها أحدهما، وردوا عليها الآخر، قال: ثم سرنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا كأنما على رؤوسنا الطير تظلنا، فإذا جمل ناد حتى إذا كان بين السماطين خر ساجدا، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: علي الناس؟ من صاحب هذا الجمل؟ فإذا فتية من الأنصار، قالوا: هو لنا يا رسول الله، قال: فما شأنه؟ قالوا: استنينا عليه منذ عشرين سنة، وكانت به شحيمة، فأردنا أن ننحره، فنقسمه بين غلماننا، فانفلت منا، قال: تبيعونه؟ قالوا: لا، بل هو لك يا رسول الله! قال: أما لا فأحسنوا إليه حتى يأتيه أجله ".
(117) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو عن الا حوض عن أمه أم جندب قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رمي جمرة العقبة من بطن الوادي يوم النحر وهو على دابة، ثم انصرف وتبعته امرأة من خثعم، ومعهم صبي لها به بلاء، فقالت: يا رسول الله! إن هذا ابني وبقية أهلي، وإن به بلاء لا يتكلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائتوني بشئ من ماء: فأتى به فغسل يديه ومضمض فاه، ثم أعطاها فقال:
اسقيه منه وصبي عليه منه واستشفي الله له "، قالت: فلقيت المرأة فقلت: لو وهبت لي منه، فقالت: إنما هو لهذا هو لهذا المبتلى، فلقيت المرأة من الحول فسألتها عن الغلام فقالت: برأ وعقل عقلا ليس كعقول الناس.