النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنه رسول الله وذلك من التكاليف العقلية ومعلوم أن التكليف بالعقليات إنما يتوقف على كمال العقل وإن كان الرجل ابن خمس سنين أو خمسين سنة وعلي عليه السلام قد كان كاملا عقله حين أسلم والبلوغ إنما هو شرط في التكاليف الشرعية الفرعية على أنه لا يمتنع أن يكون من خصائصه صحة إسلامه حال الصبي والصغر كما كان ابنه الحسن عليه السلام يطالع اللوح المحفوظ في حال رضاعه كما شهد به الشيخ ابن حجر العسقلاني شارح البخاري في شرح حديث وضع الحسن في رضاعه تمرة من تمرات الصدقة في فيه سهوا وإشارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليه برميها عن فيه قائلا " كخ كخ " واعتراضه بقوله: أما علمت أن الصدقة حرام علينا؟ وبالجملة يجوز اختصاصه عليه السلام بمزيد فضيلة في الخلقة أوجبت حصول البلوغ الشرعي قبل العدد وما ذاك بعجب منه فإنه مظهر العجائب ومنبع الغرائب. وأما ما ذكره الرازي " من أنه لما كان لتصديق أبي بكر مزيد قوة للإسلام كان حمل هذا اللفظ عليه أولى " فمع قطع النظر عما ذكرناه وعن أن مثل هذا المزيد والزيادة قد حصل أيضا بتصديق غير أبي بكر كحمزة رضي الله عنه ورؤساء الأنصار ومن شاكلهم معارض بما روى جلال الدين السيوطي الشافعي في كتاب الوجيز عن عباد بن عبد الله قال سمعت عليا يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب. وهذا الحديث مما أخرجه النسائي وصححه الحاكم على شرط البخاري ومسلم كذا في تذكرة الموضوعات وبما قاله الرازي المذكور نفسه في تفسير قوله تعالى " وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه،. الآية " إنه روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: الصديقون ثلاثة،. حبيب النجار مؤمن آل يس، ومؤمن آل فرعون الذي قال أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله، والثالث علي بن أبي طالب وهو أفضلهم. انتهى ووجه المعارضة ظاهر إذ في كل الحديثين وقع التعبير
(٣١٣)