تناقض وعكس للحقائق، وقال بقولنا أبو يوسف. وأبو سليمان. وسفيان الثوري في أحد قوليه، فعلى كل حال قد خالفوا ابن مسعود وبالله تعالى التوفيق * 1402 مسألة مستدركة، ولا يحل للوصي أن يأكل من مال من إلى نظره مطارفة لكن ان احتاج استأجره له (1) الحاكم بأجرة مثل عمله لقول الله تعالى: (ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي أحسن) فان ذكروا قول الله تعالى: (ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف) قلنا: قد قال بعض السلف: ان هذا الاكل المأمور به إنما هو في مال نفسه لا في مال اليتيم وهو الأظهر لان الله تعالى يقول: (ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) فهي حرام أشد التحريم الا على سبيل الأجرة أو البيع اللذين أباحهما الله تعالى وبالله تعالى التوفيق (2) * * (هامش) (1) لفظ (له) سقط من النسخة رقم 14 (2) إلى هنا انتهى كتاب الحجر، وقد ذكر المصنف في كتابه الايصال مسائل كثيرة وفروعا في الفقه زيادة على ما في كتاب المحلى فنسخها كاتب النسخة الحلبية وألحقها بكتاب المحلى ونبه على ذلك، ولما كانت مشتملة على أحكام فقهية نافعة ألحقتها هنا الا انى فصلتها عن أصل الكتاب وجعلنا مستقلة خوف اختلاطها بالأصل وهي هذه * (*) * زيادة من الايصال في الاكل من مال اليتيم للوصي والقاضي * قال على: ذهب أبو حنيفة إلى أنه لا يأكل منه شيئا في الحضر قال: فان سافر من أجله أخذ ما يحتاج إليه * قال على: هذا تقسيم فاسد لا دليل على صحته وذهب مالك إلى أنه لا يأكل منه الا الشئ اليسير كالحلب والتمر إن كان غنيا وإن كان فقيرا فليأكل بقدر حاجته، وذهب آخرون إلى أنه لا يحل له أن يأكل من مال اليتيم شيئا روى ذلك عن ابن عباس وهو قول أبى سليمان وأصحابنا * قال على: فلما اختلفوا كما ذكرنا وجب الرد إلى كلام الله وما صح من كلام رسوله عليه السلام كما افترض الله علينا إذ يقول: (فان تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) ففعلنا فوجدنا الله تعالى يقول: (يسألونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير وان تخالطوهم فاخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم) وقال تعالى: (وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فان آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها اسرافا وبدرا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فيأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا) وقال تعالى: (وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا) وقال تعالى: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) وقال تعالى: (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن
(٣٢٥)