هو جعفر بن أبي وحشية - عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: ما كان الربا قط في هاء وهات، وحلف سعيد بن جبير بالله ما رجع عنه حتى مات، ثم هو أيضا من رواية حيان بن عبيد الله وهو مجهول ثم لو انسند حديث أبي مجلز المذكور لما كانت لهم فيه حجة لان اللفظ الذي تعلقوا به من (وكذلك ما يكال ويوزن) ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هو من كلام أبي سعيد لو صح، وهو أيضا عنه منقطع لان هذا خبر رواه نافع.
وأبو صالح السمان. وأبو المتوكل الناجي. وسعيد بن المسيب. وعقبة بن عبد الغافر.
وأبو نضرة. وأبو سلمة بن عبد الرحمن. وسعيد الجريري. وعطاء بن أبي رباح كلهم عن أب سعيد الخدري، وكلهم ذكروا أنهم سمعوه منه، وكلهم متصل الأسانيد بالثقات المعروفين إليهم ليس منهم أحد ذكر هذا اللفظ (1) فيه وهو بين في الحديث المذكور نفسه لأنه لما تم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو مجلز: ثم قال فابتدأ الكلام المذكور من ذكر: (وكذلك كل ما يكال ويوزن) مفصولا عن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم، وما يبعد أن يكون من كلام أبى مجلز وهو الأظهر فبطل من كل جهة، ولا يحل أن ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام بالظن الكاذب * قال أبو محمد: ثم العجب كله من احتجاجهم فيما ليس فيه منه نص ولا دليل ولا أثر، وخلافهم ليقين ما فيه منسوبا مبينا أنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم و سلم، وقد صح من غير هذا الخبر أنه من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم (التمر بالتمر. والحنطة بالحنطة. والشعير بالشعير. والذهب بالذهب. والفضة بالفضة يدا بيد عينا بعين) فقالوا هم جهارا: نعم ويجوز غير عين بغير عين و يجوز عين بغير عين، نعم يجوز تمرة بتمرتين وبأكثر فهل بعد هذه الفضائح فضائح؟ أو يبقى مع هذا دين أو حياء من عار أو خوف نار نعوذ بالله من الضلال والدمار * قال أبو محمد:: وما يبين غاية البيان أن هذا اللفظ - نعنى وكذلك ما يكال ويوزن - ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم قطعا ببرهان واضح وهو أيضا مبطل لعلتهم بالوزن. والكيل من طريق ضرورة الحس وبديهة العقل وصادق النظر فان من الباطل البحت أن يكون عليه السلام يجعل علة الحرام في الربا الوزن. والكيل. والتفاضل فيه وباعثه عز وجل يعلم وهو عليه السلام يدرى وكل ذي عقل يعرف أن حكم المبيعات يختلف في البلاد أشد اختلاف فما يوزن في بلدة يكال في أخرى كالعسل. والزيت. والدقيق. والسمن. يباع الزيت والعسل ببغداد والكوفة وزنا ولا يباع شئ منها بالأندلس إلا كيلا، ويباع السمن