1442 - مسألة - فإن لم يقدر على أن يقول: لا خلابة قالها كما يقدر لآفة بلسانه (1) أو لعجمة فان عجز جملة قال: بلغته ما يوافق معنى لا خلابة وله الخيار المذكور أحب البائع أم كره * برهان ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر منقذا أن يقولها وقد علم أنه لا يقول الا لاخذابة، وقال تعالى: (لا يكلف الله نفسا الا وسعها) * 1443 - مسألة - فان رضى في الثلاث وأسقط خياره لزمه البيع وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل له الخيار ثلاثا فلو كان لا يلزمه الرضى ان رضى في الثلاث لكان إنما جعل له عليه السلام الخيار في الرد فقط لا في الرضى وهذا باطل لان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمل له الخيار فكان عموما لكل ما يختار من رضى أورد، ولو كان الخيار لا ينقطع باسقاطه إياه واقراره (2) بالرضى لوجب أيضا ضرورة أن لا ينقطع خياره وان رد البيع حتى ينقضي الثلاث وهذا محال، فظاهر اللفظ ومعناه أن له الخيار مدة الثلاث ان شاء رد فيبطل البيع ولا رضى له بعد الرد وان شاء رضى فيصح البيع ولا رد له بعد الرضى لا يحتمل أمره عليه السلام غير هذا أصلا فإن لم يلفظ بالرضى ولا بالرد لم يجز أن يجبر على شئ من ذلك وبقى على خياره إلى انقضاء الثلاث ان شاء رد وان شاء أمسك فان انقضت الثلاث ولم يرد فقد لزمه البيع لأنه بيع صحيح جعل له الخيار في رده ثلاثا لا أكثر فإن لم يبطله فلا ابطال له بعد الثلاث الا من عيب كسائر البيوع وبقى البيع بصحته لم يبطل، وبالله تعالى التوفيق * 1444 - مسألة - فان قال لفظا غير لا خلابة لكن أن يقول: لا خديعة أو لا غش أو لا كيد أو لا غبن أو لا مكر أو لا عيب أو لا ضرر أو على السلامة. أو لا داء ولا غائلة.
أو لا خبث أو نحو هذا لم يكن له الخيار المجعول لمن قال: لا خلابة لكن ان وجد شيئا مما بايع على أن لا يعقد بيعه عليه بطل البيع وان لم يجده لزمه البيع * برهان ذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر في الديانة بأمر ونص فيه بلفظ ما لم يجز تعدى ذلك اللفظ إلى غيره سواء كان في معناه أو لم يكن ما دام قادرا على ذلك اللفظ الا بنص آخر يبين أن له ذلك لأنه عليه السلام قد حد في ذلك حدا فلا يحل تعديه قال الله تعالى:
(ومن يعص الله ورسوله ويتعدى حدوده يدخله نارا خالدا فيها) وقال تعالى: (وما ينطق عن الهوى إن هو الا وحى يوحى)، وقال تعالى: (ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه) ولو جاز غير هذا الجاز الاذان بأن يقول: العزيز أجل. ليس لنا رب الا الرحمن. أنت ابن عبد الله بن عبد المطلب مبعوث من الرحمن. هلموا [إلى] (3) نحو الظهر هلموا نحو البقاء