____________________
حرارة الإناء المصبوب عليه العصير بالغة درجة حرارة النار، فإن العصير حينئذ يغلي من وقته من غير سبقه بالنشيش وكيف ما كان فالاستدلال بالموثقة مبني على أن تكون الرواية كما رواها في الوسائل والوافي بعطف الغليان إلى النشيش بلفظه " أو " لكنها لم تثبت كذلك لأن شيخنا شيخ الشريعة الأصفهاني (قده) نقل عن النسخ المصححة من الكافي عطف أحدهما على الآخر والواو وأن العصير إذا نش وغلى حرم وعليه فلا تنافي بين اعتبار كل من الغليان والنشيش - الذي هو صوته - في ارتفاع حلية العصير وبما أنه " قدس الله سره " ثقة أمين وقد روى عطف أحدهما إلى الآخر بالواو فلا مناص من الأخذ بروايته لاعتبارها وحجيتها وبه يرتفع التنافي عن نفس الموثقة كما يرتفع المعارضة بينها وبين حسنة حماد المتقدمة ونظائرها. ثم إذا أخذنا برواية الوافي والوسائل وهي عطف أحدهما إلى الآخر بلفظة " أو " فلا بد في رفع المعارضة أن يقال: إن النشيش لم يثبت أنه أمر مغائر مع الغليان بل هو هو بعينه - على ما في أقرب الموارد - حيث فسر النشيش بالغليان وقال: نش النبيذ: غلى. وأما تفسيره بصوت الغليان كما عن القاموس وغيره فالظاهر إرادة أنه صوت نفس الغليان لا الصوت السابق عليه. وعليه فهما بمعنى واحد وبهذا المعنى استعمل النشيش في رواية عمار (* 1) الواردة في كيفية طبخ العصير حيث قال: وخشيت أن ينش. فإن معناه خشيت أن يغلي وليس معناه الصوت المتقدم على غليانه لأنه لا وجه للخشية منه. وهذا الذي ذكرناه وإن كان يرفع المعارضة بين الموثقة والحسنة إلا أنه لا يكفي في رفع التنافي عن نفس الموثقة، لأنه لا معنى لعطف الشئ إلى نفسه والقول بأنه إذا غلى العصير أو غلى حرم. فلا بد في رفعه من بيان ثانوي وهو أن يقال أن النشيش وإن كان بمعنى الغليان كما مر إلا أنه ليس بمعنى مطلق