كتاب الصلاة - تقرير بحث المحقق الداماد ، لمؤمن - الصفحة ١١٠
____________________
الفقرة أيضا، كما لا يخفى (1).
(١) توضيح المطلب: أنه لو كان قوله " كلها " تأكيدا لقوله " ليلتك " حتى يكون مفاد العبارة " كل ما صليت في هذه الليلة سواء في أولها أو آخرها فلتكن قضاء إلى آخر صلاتك وليكن آخر صلاتك وترك " فاللازم تقديم جميع الصلوات على الوتر، وبناء على أن على الوتر المقدم هي الوتيرة، فيستحب تأخيرها عن الصلوات، إلا أن هذا المبنى غير مسلم، لاحتمال أن يراد بالوتر الأول الوتر المقدم على وقته في أول الليل، مضافا إلى أنه يحتمل أن يكون الإمام عليه السلام بصدد بيان الوظيفة بعد القيام عن النوم، فيأتي حينئذ ما يجئ على الاحتمال الآخر.
وأما إن كان تأكيدا للمنقول - كما هو الظاهر - وكان (عليه السلام) بصدد بيان الوظيفة بعد القيام عن النوم، فمفادها " أن كل صلاة صليتها بعد القيام فأخرها عن صلاة ليلتك وأخر الوتر عن جميعها " وحينئذ فلا شبهة في كون المراد بالوتر ما سوى الوتيرة.
ثم إن الحديث لا يدل على مقصود " الماتن " من وجه آخر، وهو أنه (قدس سره) قيد الصلوات بالموظفة في بعض الليالي، والحديث لا يدل عليه، وذلك أن قوله " فلتكن قضاء إلى آخر صلاتك " محتمل لمعنيين:
أحدهما: أن يراد به تقديم القضاء على الأداء، فمفاده استحباب تأخير الوتيرة عن القضاء لاعنالصلوات الموظفة، ولعل هذا المعنى فهمه الشيخ (قدس سره) من الصحيحة، حيث قال في النهاية " ووقت الركعتين من جلوس بعد العشاء الآخرة، فإن كان ممن عليه قضاة صلاة أخرها إلى بعد الفراغ من القضاء ويختم صلاته بهاتين الركعتين ".
الثاني: أن يكون معناه " فلتكن مؤخرة إلى آخر صلاتك " كما قد يستعمل القضاء في نحو هذا المعنى.
ويؤيد هذا المعنى الثاني قوله في نسخ " الكافي " و " التهذيب " و " الوافي " بزيادة [فإنها لليلتك] إذ هو مناسب للمعنى الثاني، فإن مفاد الحديث عليه:
أنه كل ما صليت فأخرها عن صلاة ليلتك وقدم صلاة ليلتك عليها فإنها لليلتك لكن أخر الوتر عن جميعها (فتأمل).
وكيف كان: فعليه يكون مفاد الرواية استحباب تقديم كل صلاة على الوتيرة لو لم يدع انصرافها إلى قضاء صلاة الليل بقرينة الصدر.