ومنها: قبر المعصوم، فإذا علم عدم تغيره وإن ظاهره مطابق لوضع الجسد أفاد العلم وإلا فيفيد الظن.
ومنها: قبلة بلد المسلمين في صلاتهم وقبورهم ومحاريبهم إذا لم يعلم بنائها على الغلط (*) إلى غير ذلك كقواعد الهيئة وقول أهل خبرتها.
(مسألة - 2) عند عدم امكان تحصيل العلم بالقبلة يجب الاجتهاد في تحصيل الظن ولا يجوز الاكتفاء بالظن الضعيف مع امكان القوي، كما لا يجوز الاكتفاء به مع امكان الأقوى (*).
ولا فرق بين أسباب حصول الظن، فالمدار على الأقوى فالأقوى، سواء حصل من الأمارات المذكورة أو من غيرها ولو من قول
____________________
(*) لا شبهة في حصول الظن منها بنفسها، وإنما الكلام في حجيتها بالخصوص ولو لم يفد الظن، والمصنف مردد في ذلك - كما يظهر من المسألة الخامسة - ووجه التردد احتمال حجيتها بالخصوص لنقل الاجماعات والسيرة، فتدبر جيدا.
(*) تحقيق المطلب: أنه إذا حصل له ظن قوي واحتمل إمكان تحصيل العلم، لكنه كان عالما بأنه لو حصل له العلم فإنما هو بنفس الجهة التي تعلق بها ظنه لا يتعداها قطعا، فحينئذ لا يبعد عدم وجوب تحصيل العلم، إذ وجوبه عقلا إنما كان للوصول إلى ما هو وظيفته قطعا وهو هاهنا قاطع بأن وظيفته لا تتعدى ما
(*) تحقيق المطلب: أنه إذا حصل له ظن قوي واحتمل إمكان تحصيل العلم، لكنه كان عالما بأنه لو حصل له العلم فإنما هو بنفس الجهة التي تعلق بها ظنه لا يتعداها قطعا، فحينئذ لا يبعد عدم وجوب تحصيل العلم، إذ وجوبه عقلا إنما كان للوصول إلى ما هو وظيفته قطعا وهو هاهنا قاطع بأن وظيفته لا تتعدى ما