ويؤيد - أن هؤلاء السبعين هم المجروحون -: قوله تعالى في هذه المناسبة: ﴿الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح﴾ (1).
وقد قلنا: إنه إذا كان الذين خرجوا هم المجروحون فقط، فلا معنى لذكر أبي بكر وعمر وغيرهم، ممن لم يكن به جراح في الخارجين إلى حمراء الأسد.
وعلى كل حال، فقد خرج رسول الله (ص) بالمجروحين من أصحابه، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم، وكان حامل لوائه علي (عليه السلام)، وكانت قريش في الروحاء، على بعد خمسة وثلاثين أو اثنين أو ثلاث وأربعين ميلا من المدينة حيث تلاوموا هناك فيما بينهم، وقالوا: لا محمدا قتلتم، ولا الكواعب أردفتم. قتلتموهم حتى إذا لم يبق الا الشريد تركتموهم، ارجعوا فاستأصلوهم قبل أن يجدوا شوكة.
فقال صفوان بن أمية:
لا تفعلوا، فان القوم قد حربوا، وقد خشينا أن يكون لهم قتال غير الذي كان. أو قال لهم: ان محمدا وأصحابه الان في حنق شديد مما أصابهم، فوالله ما أمنت ان رجعتم أن يجتمع جميع من كان قد تخلف عن أحد من الأوس والخزرج، ويطأوكم ويغلبوا عليكم، والآن لكم الغلبة الخ.
فبلغ ذلك النبي (ص)، فأراد أن يريهم من نفسه وأصحابه قوة، وأن يرعبهم.
ولكن من أين بلغه ذلك ومتى وصل إليه الخبر في خلال ليلة واحدة، عن بعد أكثر من أربعين ميلا، الا أن يكون ذلك عن طريق الوحي. وقد نصت رواية القمي المتقدمة على أن جبرئيل قد جاء بأمر من