وفي رواية أخرى: انه صلوات الله وسلامه عليه قال: إنه ناشدني الله والرحم، فاستحييت. وعرفت أن الله قد قتله (1).
وقيل: إن ذلك كان حينما قتل (عليه السلام) أبا سعيد بن أبي طلحة. وثمة كلام آخر في المقام لا أهمية له.
قال ابن هشام: (لما اشتد القتال يوم أحد، جلس رسول الله (ص) تحت راية الأنصار، وأرسل إلى علي: أن قدم الراية، فتقدم علي، وقال:
أنا أبو القصم (والصحيح: أبو القضم)، فطلب أبو سعيد بن أبي طلحة - وكان صاحب لواء المشركين - منه البراز، فبرز إليه علي، فضربه، فصرعه).
ثم ذكر قصة انكشاف عورته حسبما تقدم (2).
واقتتل الناس، وحميت الحرب. وحارب المسلمون دفاعا عن دينهم، وعن وطنهم، الذي فيه كل مصالحهم، ويتوقف على حفظه مستقبلهم ووجودهم. حاربوا فئة حاقدة، تريد الثأر لقتلاها في بدر، وهي أكثر منهم عددا، وأحسن عدة.
ثم شد أصحاب رسول الله (ص) على كتائب المشركين، فجعلوا يضربون وجوههم، حتى انتقضت صفوفهم، ثم حمل اللواء عثمان بن أبي طلحة، أخو طلحة السابق، فقتل، ثم أبو سعيد أخوهما، ثم مسافع، ثم كلاب بن طلحة بن أبي طلحة، ثم أخوه الجلاس، ثم أرطأة بن شرحبيل، ثم شريح بن قانط، ثم صواب، فقتلوا جميعا، وبقي لواؤهم مطروحا على الأرض، وهزموا، حتى أخذته إحدى نسائهم، وهي عمرة بنت علقمة