تجعلها في عداد أعظم فرسان التاريخ؟ ولماذا لم يعدها المؤرخون من فرسان الدهر، وشجعان ذلك العصر؟!
كما أن من المعلوم: أنه (ص) قد كان يوصي سراياه وبعوثه وصايا عديدة، منها: أن لا يقتلوا امرأة، ولا ولا الخ.
4 - ان من الواضح مدى التشابه بين ما تذكره هذه القضية عن تبختر أبي دجانة بين الصفين، وقول النبي (ص) له، وبين ما كان من تبختر علي (عليه السلام) يوم الخندق، فاعترض عمر على ذلك، ونبه النبي (ص) إلى مشيته (عليه السلام). فاجابه النبي (ص) بهذا الجواب بعينه. وستأتي مصادر هذه القضية هناك، وأنها ثابتة بلا ريب.
ويبعد أن تتعدد الواقعة بكل خصوصياتها. كما أنه بعد قضية أبي دجانة في أحر لا يبقى مورد لاعتراض عمر في الخندق، إذ نستبعد عدم اطلاعه على ما جرى في أحد، ان لم يكن هو نفسه هو الذي اعترض آنئذ كما تعودناه منه في المواقف المختلفة، حتى ليندر أن تجد في التاريخ اعتراضا على النبي لغيره!!
ولا أقل من حضوره وشهوده الاحداث عن قرب، فإنه ممن طلب السيف، ورفض طلبه، فإذا كان ما جرى يوم الخندق هو الصحيح، وإذا كان ثمة تبديل وتغيير في الأسماء والاشخاص فقط، فلا عجب، فإنما هي شنشنة نعرفها من أخزم.
وعلى كل حال، فان مشية علي (عليه السلام) يوم الخندق، كان الهدف منها هو الافتخار بعظمة وبعزة الاسلام، وذل أعدائه حتى في حال انتصارهم من جهة. ثم الحرب النفسية لأعدائه، والتأثير على معنوياتهم من جهة أخرى.