في العرف معروفا فأبين أهل الجوانب من الأرض بأنه مزين ديوانه ومذيل عنوانه، كيف لا وسجده الأعظم بأصبهان يشهد بعلو كعبه ورفقه ببيانه، بل هو آية من آيات ملكه وعلامة من علامات سلطانه! وشاهدته في البر أوصل كل أحد من قاطعين من رحمه وإخوانه، وأصبرهم في الصبر وأملكهم للنفس عند تراكم أشجانه، وتوارد هزاهزه وأحزانه، فلم يترجح ميزان أحد من الصابرين على ميزانه، وعاينته في الشكر فوق كل من شكر ربه بجنانه وأظهره بنطقه وبيانه، وثلثها بالعمل بأركانه، وشبهته في اللين بسيد المرسلين صلوات الله تعالى وسلامه عليه مع جميع أقوامه وأخدانه، فاستوفي مراتب المعارف والأخلاق بأسرها، واستقصى مدارج المكارم والآداب بأصبارها، وصار بين أنجم العلماء كأنه بدر التمام، وجنب أبحر الكرماء كأنه البحر الطمطام، علما فائقا في المعالي سائر فضلائنا الأعلام، وحجة كاملا من مواهب الرحمة قد أعطاه الزمام في هذه الأيام " انتهى.
وقال نجله أبو الهدى في وصفه: " إنه شمس سماء العلم والتحقيق، وبدر فلك الفضل والتدقيق، سلطان العلماء وتاج همتهم، وبرهان الفقهاء ونجم أئمتهم، خاتم المجتهدين وزبدتهم، وقدوة المحققين وأسوتهم، فحل الأصوليين وعمادهم، وقريع الرجاليين وسنادهم، الزاهد الورع، العريف العيلم، والحبر البدل الغطريف، العظمظم العلامة، فاق الأفاضل كلهم، جمعت وأيم الله فيه مناقب.
سيماه ناطقة بنور علومه * فجنابه فلك وهن كواكب المولع بافتضاض أبكار الأفكار، والنحرير المتبحر الذي لم يظهر نظيره في الأعصار ".
قال ذلك في مطلع رسالة كتبها في باسم البدر التمام في ترجمة الوالد القمقام والجد العلام ذكر فيها لكل منهما شرحا واسعا عن أحوالهما وكراماتهما وقصصهما وغيرهما.
مشايخه:
1 - العالم الجليل السيد حسن المدرس.