قول اللغوي الأمر الثاني قول اللغوي واستدل على حجيته بأن اللغوي من أهل الخبرة والصناعة، وبناء العقلاء على الرجوع إلى أهل الخبرة من كل صنعة فيما اختص بها، فإن رجوع الجاهل إلى العالم من الارتكازيات التي لا ريب فيها عند العقلاء، ولم يثبت من الشارع ردع عن هذا البناء، فمن ذلك يستكشف رضاه بالمراجعة إلى اللغة، وتشخيص موضوعات الأحكام منها، كما لا يخفى.
هذا، وقد أجيب عن ذلك بمنع كون اللغوي من أهل الخبرة، ضرورة أن همه تشخيص موارد الاستعمال، وأن اللفظ الفلاني قد استعمل في معنى واحد أو متعدد، وأما تعيين الحقائق من المجازات والمشتركات من غيرها فلا يستفاد من كتب اللغة أصلا، بل ولا يدعيه لغوي أيضا (1).
هذا، ولكن لا يخفى: أنه لو سلمنا الصغرى، وأن اللغوي من أهل الخبرة والصناعة فإثبات الكبرى في غاية الإشكال، لما هو واضح من أن حجية بناء